استمتع الجمهور العاصمي العاشق لفن المسرح، مع نهاية الأسبوع الأول من شهر رمضان، بمشاهدة تمثيلية مسرحية رائعة تحت عنوان (البطل)، وقد قدمت على المسرح الوطني باشطارزي، وذلك في إطار البرنامج الرمضاني الذي أعدته إدارة هذا المسرح، وقد كان موضوع المسرحية جد هادف وذو عدة معاني، كما غلبت عليه الرمزية والتي تفاعل معها الجمهور وأدرك بسهولة الرسالة المقدمة من طرف الممثلين وعلى رأسهم المؤلف والمخرج، وقد كان موضوع المسرحية التي اقتبست من تمثيلية إذاعية للكاتب فريد ريش دورين مات والتي تحمل عنوان محاكمة حول ظل الحمار، وقد قام باقتباسها وتقديمها للمسرح الأستاذ بلقاسم عمار محمد وجسدها على لخشبة عدة ممثلين كالممثلة نظال وليندة سلام، ورضا تخريست وآخرون أبدعوا في إيصال الموضوع بسهولة للجمهور، وقد كان الموضوع حول طبيب أسنان قام بتأجير حمار من تاجر حمير ليركبه، لكنه تعب في الطريق من الحرارة فنزل من الحمار ولم يجد ظلا إلا ظل الحمار ليجلس فيه إلا أن التاجر انزعج لأنه أجر الحمار للطبيب ليركبه فقط وليس لشيء آخر، فاحتدم الصراع بينهما بسبب هذه المشكلة البسيطة ألا وهي ظل الحمار، حتى وصل بهما الأمر إلى قاضي المدينة، ودخلت عدة شخصيات حلبة الصراع كالمدعي لعام والمحاميان الذين يترافعان عن المتخاصمان، بالإضافة إلى كل من زوجة تاجر الحمير وكبير العرافين وعدة شخصيات كن لها تأثير قوي على مجريات المسرحية التي بينت الصراع ما بين العلم والجهل في المجتمع وميل الأفراد إلى المال والسلطة، كما أشار إلى حالة الاستهتار والمجون التي تعيشه المجتمعات والتي أدت إلى اختلال ميزان العدالة وأخلطت كل الأوراق· وقد أضفت السينوغرافيا التي قام بإبداعها الأستاذ عبد الغني شنتوف جوا مميزا ومؤثرا في كل مشاهد المسرحية، بالإضافة إلى الأشعار الملقاة من طرف الراوي الذي أدته الممثلة نضال·