في شهر رمضان تكثر العادات السيئة لدى البعض، أو تطفو في السطح، ومن ذلك بعض المواطنين، والسائقين الذي يستعملون منبهات السيارات لأتفه الأسباب، في الأحياء، والمجمعات السكنية، وفي كل مكان تقريبا، وهو الأمر الذي يزعج، ويثير إستياء آخرين: مسنون، ومرضى، وأطفال، وأناس عاديين يغطون في النوم صباحا. وهو ما يحدث عادة شجارات بين الأشخاص وحتى الأسر، مثلما ما حدث مؤخرا بشارع الحصان الأبيض بالأبيار، حيث توقف احد السائقين بسيارته، وراح ينادي صديقه عبر منبه الصوت، وهو ما أثار حفيظة الجيران، الذين استاءوا من الوضع، خاصة وان الوقت كان قد تأخر، فقد شارفت الساعة على بلوغ الواحدة صباحا، فما كان من احد سكان العمارة، والذي استيقظ مذعورا على صوت المنبه الذي جعله يفقد الرغبة في النوم، وخرج إلى الشرفة ليؤنب السائق، لكن هذا الأخير وعوض أن يعتذر عما بذر منه، راح يصرخ بأعلى صوته ويقول بان الشارع ليس ملكا لأحد، وان لا حق لأي كان أن يملي عليه تصرفاته، فهو شارع رئيسي، وليس حيا فرعيا، وهو ما يجعله، يضيف السائق، في منأى عن كل الانتقادات التي يمكن أن تطاله، وبعد هذا الردّ العنيف من طرف السائق، لم يجد الساكن أمامه إلا أن ينزل ليؤدبه، فخرج إليه وخرج صديق السائق وبعض سكان العمارة الآخرين، وانتهى الأمر بان وقع شجار بين الجميع، بل وكاد الأمر يتخذ منحنى خطيرا بعد أن اخرج السائق سكينا، إلاّ أن الأمور بعدها هدأت. حادثة مشابهة وقت في احد أحياء باب الواد، حيث قدم شخص في ساعة الصباح الباكر، وعوض أن يتصل بصديقه او أسرته التي تسكن بالحي، راح يشغل منبه السيارة والذي اصدر صوتا اقل ما يقال عنه انه مزعج خاصة وان البعض يحلو له النوم في ذلك التوقيت من الصباح في رمضان، فاستيقظ الجيران على تلك الأصوات، وخرج بعض الشباب إلى السائق ودون أن يطلبوا منه أن يتوقف تهجموا عليه بالشتم، وبعد أن رد عليهم راحوا يضربونه، وفعلوا ذلك مباشرة، لأنه، صارحونا، يفعل ذلك بشكل يومي، وفي كل مرة يتحدثون فيها إليه يتوقف لكنه يعود في اليوم الموالي ويثير نفس المشكل، حتى يئسوا من أسلوب الحديث معه، وفضلوا في ذلك اليوم أن ينتقلوا إلى التصرف معه بطريقة أخرى، فكان ران خرج إليه وأدبوه على فعلته تلك. آخرون يفكرون في أنّ الأمر عادي، وأنه لا حلّ في غياب أماكن لركن السيارة أحيانا، يقول بسام:"في الحقيقة لو وجدت هناك مواقف عمومية لكنت ركنت سيارتي، ونزلت بنفسي لأنادي صديقي، ولكن ما اعمل، والواحد منا في المدينة يضطر إلى أن يبقى بداخل سيارته طوال الوقت، كما أن رمضان مثل غيره من الأشهر، فهو ليس شهرا للنوم، ولكن للعمل والجد، فالناس يتخذونه شهرا للتكاسل، ولهذا فان كل واحد يضايقهم فيه يعتبرونه متعد على حرمة الشهر".