تركت المسلسلات التركية المدبلجة مكانها للأعمال الإيرانية التي تحولت هي الأخرى إلى موجة يكثر ظهورها في شهر رمضان بشكل خاص لطابعها الديني، و إن كانت تحدث جدلا واسعا في الأوساط الدينية، غير أنها تنجح دائما في تحقيق نسب مشاهدة واسعة بالفضائيات و البيوت العربية الإسلامية في مختلف دول العالم. و قد يكون السبب الأول لبروزها في هذا الشهر الكريم هو الشح الكبير الذي يعرفه مجال الإنتاج الديني في غالبية الدول العربية حتى في تلك التي توصف بالدول الرائدة سينمائيا. و برزت الأعمال الإيرانية ضمن الشبكة البرامجية المقترحة لرمضان بعديد الفضائيات ، فيما غابت الأعمال التركية التي عجلت الكثير من القنوات وتيرة عرضها لإنهاء حلقاتها قبيل الشهر الكريم، لتعويضها بالمسلسلات الدينية و الاجتماعية التي تتماشى مع المناسبة، فكان حظ الإنتاج الإيراني وفيرا هذه المرة،و قد يعود الفضل في ذلك إلى النجاح الكبير الذي حققه مسلسل " يوسف الصديق" للمخرج فرج الله سلحشور الذي بثته الكثير من القنوات العربية منها الكوثر و المنار و الحرية ، و الذي عرف متابعة قياسية في العالم العربي و الإسلامي، لم تحققها قبله أي من الأعمال الدينية الإيرانية رغم كثرتها. و من المسلسلات المقترحة هذه السنة في الكثير من الفضائيات مسلسل "أهل الكهف" و "مريم العذراء"و "الملك سليمان"...و غيرها من الأعمال التي أعادت إيران إلى الساحة السينمائية و الدرامية بالوطن العربي.. و ليس هذا فحسب بل لتهز عرش الدراما التركية التي غزت الشاشة العربية في وقت قياسي في ظل تراجع مستوى الأعمال العربية الدرامية التي لم تعد تلبي ذوق الكثير من المشاهدين فراحوا يبحثون عن مبتغاهم في أعمال بجنسيات مختلفة و متنوعة، طالما أنها تتوفر على المعايير و المقاييس التي تروق ذوقه بدءا بالمحتوى الهادف و انتهاء بالتقنيات العالية في التصوير و الديكور، مثلما أذهل منتج "يوسف الصديق" المشاهد بديكور مدينة طيبة الفرعونية في هذا العمل الناجح. و رغم الجدال و الضجة التي ترافق غالبا عرض المسلسلات الدينية الإيرانية في الأوساط الدينية و القائمة عموما على رفض تجسيد الأنبياء و أهل بيتهم، غير أنها تمكنت من فرض نفسها في الشبكات الرمضانية الأكثر ترقبا و متابعة على الإطلاق. و يتوقع الكثيرون انتشارا أكبر للدراما الإيرانية بالتلفزيونات العربية، لتمتعها بالقيم الفنية العالية دون خدش حياء الأسر العربية في الشهر الكريم حيث راح البعض بوصف الدراما الإيرانية بالعفيفة.و لن تخلو القنوات الوطنية هي الأخرى في هذا الشهر من الأعمال الإيرانية.حيث اقترح التلفزيون الوطني مسلسلين من إنتاج إيراني الأول بعنوان"ابن سينا" و يتكون من 18حلقة، يتعرض من خلالها للوجه الآخر لحياة العالم ابن سينا، و علاقته بالحكام. أما العمل الثاني فهو مسلسل بعنوان "أهل الكهف" و هو عمل تاريخي يحكي قصة أهل الكهف الذين ورد ذكرهم في القرآن الكريم في سورة (الكهف).