تبادلت السلطة الفلسطينية وحماس الاتهامات حول أزمة وقف محطة توليد الكهرباء التي تزود ثلث سكان قطاع غزة بالطاقة. وزعم غسان الخطيب الناطق باسم الحكومة الفلسطينية لوكالة فرانس برس إن أزمة وقود محطة توليد الكهرباء الحالية »مفتعلة لأغراض سياسية تتعلق باستغلال معاناة الناس لكسب التعاطف والتحريض ضد السلطة الوطنية الفلسطينية«. وقال الخطيب أن السلطة الفلسطينية تغطي شهريا ما معدله 95 إلى 97٪ من مجمل تكلفة الطاقة المستهلكة في غزة، سواء تلك التي يتم الحصول عليها من إسرائيل أو مصر أو التي يتم توليدها داخل القطاع الذي يعيش فيه حوالي مليون ونصف مليون نسمة. وتوقفت محطة توليد الكهرباء في قطاع غزة كليا عن العمل بعد منتصف ليل الجمعة السبت. وبسبب توقف المحطة بات سكان القطاع يعانون من انقطاع التيار الكهربائي لفترات يمكن أن تصل إلى 18 ساعة يوميا بسبب الضغط الشديد على الشبكة، فقبل توقف المحطة كان السكان أصلا يعانون من انقطاع في الكهرباء يمكن أن يصل إلى 12 ساعة يوميا. وقال مسؤل شركة توزيع الكهرباء في غزة سهيل سكيك لفرانس برس إن أزمة الكهرباء لم تبدأ أمس، قطاع غزة يعاني من أزمة كهرباء منذ سنوات وفي كل فترة تزداد معدلات العجز، والآن وبعد توقف محطة الكهرباء وصلت نسبة العجز إلى 60 بالمائة. وأوضح سكيك أنه يوجد في قطاع غزة أزمة كهرباء حقيقية وليس مفتعلة تنذر بكارثة إنسانية ونحن كشركة لا يمكننا السيطرة عليها. توقيف المحطة هو القشة التي قسمت ظهر البعير لأن الأزمة أصبحت كبيرة وأخذت منحى أخطر وأكبر. وأقر سكيك بأن وزارة المالية في رام الله قامت وتقوم حتى الآن بدفع فاتورة الكهرباء القطرية الإسرائيلية والفاتورة المصرية. وبالنسبة لموضوع محطة التوليد هناك اتفاقية بين السلطة الفلسطينية وشركة التوليد التي كان الاتحاد الأوروبي يدفع ثمن الوقود الذي تستهلكه. ولكن منذ نوفمبر الماضي توقف الاتحاد الأوروبي عن التسديد، وباتت السلطة هي التى تدفع، وهذا رقم كبير على كاهل السلطة. وقال سكيك: كان يفترض أن تدفع شركة توزيع الكهرباء في غزة أربعة ملايين دولارات إلى السلطة الفلسطينية هذا الشهر لكنها حولت إليها مليوني دولار فقط. وبهذا الصدد، اعتبر الخطيب أن الحل لهذه الأزمة يكمن في قيام شركة توزيع الكهرباء في غزة بواجبها من حيث الجباية من الجهات المقتدرة ومن الذين يعملون وليس الفقراء وليس العاطلين عن العامل وتحويل ذلك للمساهمة في فاتورة الوقود التي تغطي السلطة الأكثرية الساحقة منها كجزء من واجبها اتجاه شعبنا سواء في الضفة أو القطاع. وكان مسؤول في سلطة الطاقة في غزة أعلن الجمعة أن محطة توليد الكهرباء الوحيدة في قطاع غزة والتي تغذي ثلث القطاع بالتيار الكهربائي، ستتوقف بسبب نفاد كمية الوقود متهما السلطة الفلسطينية برام الله بعدم دفع ثمن الوقود. وحمّل كنعان عبيد نائب رئيس سلطة الطاقة التابعة للحكومة المقالة مسؤولية توقف المحطة عن العمل إلى وزارة المالية في رام الله (التابعة للسلطة الفلسطينية) التي تمتنع عن دفع ثمن الوقود لشركة النفط. وأضاف: أفعالهم لا تنم إلا عن الرغبة في عقاب وحصار أهل غزة، فشركة توزيع الكهرباء تقوم بإرسال ثمن الوقود لوزارة المالية باستمرار.