ترفض المساومة على مبادئها.. البرلمان الأوربي.. أسد على الجزائر وعلى غيره نعامة من أجل مواقفها الثابتة والمبدئية من كفاح الشعوب للتخلص من الاستعمار والنابعة من عقيدتها الثورية التحررية ومبادئها التي لا يمكنها المساومة بشأنها وعلى رأسها دعما المطلق للشعب الفلسطيني في إقامة دولته هاهم أعداؤها يترجمون حقدهم الدّفين عليها بتسييس قضايا حقوق الإنسان واستخدامها كذريعة للتدخل في شؤونها.. ففي سياق حقوق الإنسان وليس بعيدا عما يجري داخل أروقة البرلمان الأوروبي من قضايا فساد مدوية جعلت من مصداقية تقريره حول حرية الصحافة وحقوق الإنسان محل شك لاسيما وأن التحقيقات أثبتت أن عدة نواب في البرلمان الأوروبي تلقوا رشاوى من دول في المنطقة من أجل الدفاع عنها ودعم ذكرها في اللوائح والتقارير المتعلقة بانتهاك حقوق الإنسان.. يطل علينا هذا البرلمان دونما خجل ببيان مبتور فيه مغالطات فظيعة متّكئة ومتلفّعة بمبادئ القانون الدولي ويتبنى قرارا ينتقد فيه وضعية حرية الصحافة والتعبير في الجزائر مديرا ظهره لما يعانيه الشعب الفلسطيني من قتل وقهر وظلم واعتداء.. وما الجرائم الشنيعة المقترفة ضدّ الأطفال والنساء في غزة ليست ببعيدة.. وغيرهم من الضعفاء المحبطين الذين يترقّبون من يتصدّر الدفاع عن حقوقهم المهدورة.. أَسَدٌ عليّ وفي الحروب نعامة وإن كانت هذه العبارة أو هذا المثل بحكم التركيب والمجاز كناية عن الجبان فهو مأخوذ من بيتين قيلا في الحجَّاج لجبنه عن مواجهة غَزَالة زوجة شبيب الخارجي التي دعت الحجاج للمبارزة فَفَرَّ منها فقال فيه الشاعر: أَسَدٌ عليَّ وفي الحروب نعامة فَتْخَاء تَنْفُرُ من صفير الصافرِ هَلَّا بَرَزْتَ إلى غزالةَ في الوغى أم كان قلبك في جناحَي طائرِ فنذكره هنا من باب إزاحة الغربال عن شمس البرلمان الأوربي نقول له: أسد على الجزائر وعلى غيره نعامة.. فهذه إلاهانة تنم عن عداء دفين تكنه بعض الأوساط الأوروبية للشعب الجزائري ولخياراته السيادية في ظاهرة باتت تتكرر من حين إلى آخر.. وليت عُمي الضمائر هؤلاء ومُغلَقي العيون ومخترعي الفتن يطبِّقون ما ينادون به غيرهم من التسامح الديني وحرية العقيدة والمحافظة على مقدسات الغير وحرية الرأي والفكر حتى يخلعوا عباءة تعصبهم وحقدهم الممقوت.. فالجزائر كما كانت عصية على استدمار الأمس فهي عصية على مؤامرات اليوم. وهي بعون الله ثم بفضل الشعب الجزائري الأبيّ القادر على تسيير أمور بلاده ولا يتقبل النصائح من شعوب أخرى تكيل بمكيالين والتاريخ يعيد نفسه لكنه لا يكتب بصيغة الحاضر فليتأمل.. والله متمّ نصره وتمكينه للجزائريين ولو كره هؤلاء البرلمانيون.. حفظ الله الجزائر وحفظ لها رئيسها وحفظ لها رجالاتها ولتسقط الآفات الصغيرة التي تخرج فجأة بسمومها للنيل من أشجارها الوارفة النّبل والحمد لله رب العالمين..