من كان يظنّ قبل خوض المنتخب الوطني غمار تصفيات كأس أمم إفريقيا الجارية أنه سيخوض الجولتين الأخيرتين بلا طعم بعد أن رمت به النتائج السلبية إلى دائرة المنتخبات التي قد لا تشارك في العرس الإفريقي المقبل، على غرار المنتخب المصري· صحيح أن المنتخب الوطني حافظ على جلّ تركيبته التي قادته إلى العرس العالمي بجنوب إفريقيا، لكن الأصح من كلّ هذا لو حافظ على مساره الصحيح في النتائج الإيجابية التي كان زملاء زيّاتي قد حصلوا عليها في رحلة بحثهم عن تأشيرتي كأس العالم وإفريقيا الأخيرتين 2010· اليوم المنتخب الوطني ورغم الإمكانات الكبيرة التي سخّرتها الدولة للاّعبين إلاّ أنهم وللأسف وعوضا أن يظهروا بمظهر الكبار ويحافظوا على تسميتهم ب (محاربي الصحراء) تحوّلوا في ظرف قياسي إلى أشبه بالأرنب التي يشتهي الجميع أكل لحمها، بدليل أنه وقبل مواجهة اليوم يتذيّل المنتخب الوطني الصفّ الأخير في مجموعته بأربع نقاط، مع الأفضلية لمنافسه المنتخب التنزاني، متأخّرا بثلاث نقاط كاملة عن منتخبي المغرب وإفريقيا الوسطى· صحيح أن المنتخبات الكبيرة تتعرّض دوما لهزّات عنيفة، لكن أقول وأكرّر ليس صحيحا أن يغيب منتخب بحجم الجزائر عن نهايات أمم إفريقيا المقبلة، لا لشيء وإنما المنتخب الذي شارك في المونديال الأخير ممثّلا حيّا عن العرب والمسلمين، والمنتخب الذي وصل إلى نصف نهائي أمم إفريقيا الأخيرة بأنغولا كان يجب أن يتأهّل دون عناء. فكأس أمم إفريقيا ليست كأس العالم، ومن يقول إن لكلّ جواد كبوة نقول له: لكلّ جواد كبوة في المنافسات العالمية الكبيرة ككأس العالم· الآن وقد وصل (الموسم) إلى عظام المنتخب الوطني، ما على المشرفين على هذا المنتخب إلاّ استيعاب الدروس جيّدا، فلا يمكن بأيّ حال أن يغيب منتخبنا عن المواعيد المقبلة وفي مقدّمتها أمم إفريقيا 2013 ومونديال البرازيل 2014.