اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلا .. لا لتهويل امتحانات البيام و الباك .. ولا لتهوينها! يتجدّد اللقاء ويتكرّر المشهد آخر كل موسم دراسي حيث سيلتحق بمشيئة الله على مستوى التراب الوطني حوالي: 1.681.172 مترشحا من بينهم 818.439 مترشحا لشهادة التعليم المتوسط و862.733 مترشحا لشهادة البكالوريا وذلك في الفترة الممتدة ما بين 3 إلى 5 جوان بالنسبة لشهادة التعليم المتوسط ومن 9 إلى 13 جوان بالنسبة لامتحان شهادة البكالوريا. ولقد اتخذت بعون الله كل الإجراءات اللازمة لتوفير الظروف الملائمة لتأمينها ومن ثم تحقيق إنجاحها على كافة المستويات. أيها الأفاضل: ولو كانت الامتحانات معلومات تحفظ ثم تكتب الإجابات على أوراق لكان الأمر سهلا لأن الإخفاق يعقبه نجاح لكن القضية قضية امتحان مجتمع كله بدءا من التلميذ إلى الأستاذ مرورا بالآباء والأمهات إلى مديري المتوسطات وعمالها وتربوييها.. وإن كان لا بد من كلمة في هذا الوقت فلا يخفى على عاقل أنه في هذه الفترة يتعرّض الأبناء والبنات الممتحنون إلى حالة انفعالية مؤقتة قد تسبّب وحدة انفعالية وانشغالات عقلية سلبية تؤثر على عقولهم أثناء الاستعداد للإمتحان بل وحتى عند الامتحان مما يؤدي إلى إضعاف القدرات العقلية والمعرفية وكذلك يضعف التركيز والقدرة على التفكير الجيّد.. فلا لتهويل امتحانات البيام و الباك ولا لتهوينها فإنّ ذلك يزرع الرهبة في صدور الأبناء والبنات ويجعل منها منه شبحًا وكابوسًا حتى يريد له بعضهم أن ينتهي بأية صورة وكيفما كانت النتيجة وكلما زاد توتر الوالدين انعكس ذلك على الآبناء والبنات وينتج عن ذلك عواقب وخيمة تأخذ الإبن أو البنت للشعور بالخوف مما ينتج عنه مشاعر اليأس والإحباط وقد يتطور ذلك إلى ما لا تحمد عقباه.. لذا ونحن على أبواب هذا الإمتحان أوصي الأولياء والأساتذة أن يكون لهم دور كبير في توجيه أبنائهم وبناتهم إلى تدارك النقائص والعيوب الذاتية والثقة بالنفس للتمكن من الحفظ والتحصيل وتطمينهم وتوفير الجو الهادئ لهم وترك الحثّ والحرص الزائد وعدم مطالبتهم بالمثالية.. فلا للقلَق وعدم الثقة بالنفس ولا لوساوس الشيطان فما هذا الامتحان إلا امتحان دُنيا ومن أخفق فيه فإنّ له فرصة أخرى للنجاح.. دورة ثانية أو سنة أخرى.. ولكن امتحان الآخرة رسوب نهائي ولا توجد فرصة أُخرى للنجاح.. فأيهما تفضل؟! فتفهّموا نفسية أبنائكم وبناتكم وإمكانياتهم الخاصة واسلكوا بهم سلوكاً داعماً ومشجعاً يجعلهم يشعرون بأنّ هذه الإمتحانات فرصة لاجتياز مرحلة وليست كابوساً.. واحرصوا في مثل هذه الأيام على صدق الدُّعاء وتمام الالتجاء إلى الله جل وعلا بأنّ يحقق النجاح في الدنيا والآخرة لكل الممتحَنين فالنّجاح بيده سبحانه والتوفيق منه جل وعلا. اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلاً وأنت تجعل الحزن إذا شئت سهلاً.. اللهم يسر لهم كل عسير وافتح لهم كل مغلق.. اللهم حقق لهم آمالهم وحقق آمالنا فيهم بفضلك وكرمك أنت المستعان وعليك التكلان ولا حول ولا قوة إلا بك.. وصلى الله على سيدنا محمد وسلم..