قال متحدث باسم وزارة الداخلية الافغانية أمس الأربعاء إن هجوما شنه مسلحون من طالبان على قلب المنطقة الدبلوماسية والعسكرية في العاصمة كابول انتهى بعد 20 ساعة عندما قتلت قوات الأمن آخر المهاجمين الستة. واضاف المتحدث صديق صديقي قائلا في موقع تويتر "العملية انتهت للتو بعد ان قتلت الشرطة ستة مسبحين.. تفاصيل الخسائر البشرية ستعلن في وقت لاحق". وكان المسلحون قد تحصنوا في مبنى من عدة طوابق لا يزال قيد الانشاء وشنوا هجومهم في وقت مبكر من بعد ظهر الثلاثاء وأطلقوا صواريخهم صوب السفارة الامريكية وسفارات أخرى في الحي الدبلوماسي وصوب مقر حلف شمال الأطلسي الذي يقود القوات الأجنبية المحتلةلأفغانستان. وخاضت قوات الأمن الأفغانية الموالية للاحتلال تدعمها طائرات هليكوبتر هجومية أفغانية وطائرات حلف الأطلسي معركة مع مقاتلي طالبان من طابق إلى طابق في المبنى في أطول معركة تشهدها العاصمة الأفغانية منذ الغزو الذي قادته الولاياتالمتحدة قبل عشر سنوات. وتحصن مقاتل أو اثنان طوال الليل في المبنى المرتفع الذي كان مسرحا لأبرز هجوم من بين أربعة هجمات منسقة شهدتها العاصمة الأفغانية. واستهدف مفجرون انتحاريون مباني تابعة للشرطة الأفغانية في مناطق أخرى من كابول. وقتل تسعة اشخاص على الاقل وأصيب 23 في الهجمات الاربعة وكانت قدرة طالبان على اختراق كابول بمثابة استعراض واضح للقوة قبل تسلم القوات الافغانية المسؤولية الامنية من القوات الاجنبية بحلول عام 2014. والهجوم هو ثاني هجوم كبير تشنه طالبان في المدينة في أقل من شهر بعدما استهدف انتحاريون مقر المجلس الثقافي البريطاني في منتصف أوت مما أسفر عن مقتل تسعة. وقالت حركة طالبان إن مقاتليها كانوا مسلحين بقذائف صاروخية الدفع وبنادق كلاشنيكوف وسترات ناسفة لكن الفترة الطويلة التي تواصلت فيها المعركة في مواجهة القوات الافغانية والاجنبية تشير الى انهم خبأوا أسلحة وذخيرة في المبنى قبل الهجوم. وترددت أصوات انفجارات وإطلاق نار في كابول وسقط صاروخان على الأقل في حي وزير أكبر خان حيث توجد السفارتان الأمريكية والبريطانية وسفارات أخرى عدة. كما سقط صاروخ على حافلة مدرسية لكن بدا أنها كانت خاوية في ذلك الوقت. وقال ذبيح الله مجاهد المتحدث باسم حركة طالبان لرويترز عبر الهاتف من مكان غير معلوم إن "الأهداف الأساسية للمهاجمين هي مبنى المخابرات واحدى الوزارات". وأضاف في وقت لاحق أن المهاجمين يهاجمون أيضا السفارة الامريكية ومقر قوة المعاونة الامنية الدولية (ايساف) التي يقودها حلف شمال الاطلسي. وقال متحدثون باسم السفارة الامريكية والسفارة البريطانية وقوة المعاونة انه لم يصب أحدٌ من أفرادهم في الهجوم. وبلغ العنف في أفغانستان أسوأ مستوياته منذ أطاحت قوات تقودها الولاياتالمتحدة بحكومة طالبان في أواخر 2001 حيث قتلت أعداد قياسية من الجنود الاجانب والمدنيين. وكان مهاجمون من طالبان حاصروا المجلس الثقافي البريطاني بالعاصمة الافغانية كابول في منتصف أوت مما أسفر عن مقتل تسعة على الاقل خلال الهجوم الذي استمر لساعات في الذكرى الثانية والتسعين لاستقلال أفغانستان عن الحكم البريطاني.