الحفلات المدرسية.. بهجة للتلاميذ وأبعاد اجتماعية هادفة تحولت الحفلات عبر المدارس مع نهاية الفصول الدراسية لاسيما في الطور الابتدائي إلى عُرف ملزم تسلكه المنظومة التربوية في الجزائر منذ سنوات خلت وتمسّك به المعلمون لما يحمله من أبعاد اجتماعية هادفة فالحفل المدرسي يعكس ملامح الفرحة والبهجة للتلاميذ في فضاء يضمّهم لساعات ويشكّل مرحلة هامة في تنشئتهم وتعليمهم سلوكات التضامن والاتحاد فيما بينهم وزرع بذرة الخير فيهم منذ الصغر. نسيمة خباجة قامت أغلب المدارس الابتدائية خلال هذا الأسبوع بتنظيم حفلات نهاية الفصل الأول التي انطلقت منذ يوم الثلاثاء الفارط وكذا الأربعاء ليخصص هذا الخميس لاستلام المعدلات وكشوف النقاط واستقبال الأولياء بحيث باتت الحفلات المدرسية مطلبا ملحّا للتلاميذ فهي مصدر بهجة وفرحة وخروج عن المعسكر المدرسي طيلة الفصل الدراسي والاستمتاع بجو من الحرية واللعب مع الزملاء والتقرب أكثر من المعلمين ورسم صور للحب والألفة بين التلاميذ فكان لهم ذلك ورضخ المعلمون لمطلبهم بصدر رحب ففي يوم الحفلة كل شيء مسموح لتحقيق فرحة التلاميذ بنهاية الفصل الدراسي الأول وإتمام الخطوة بنجاح وتشجيعهم على العمل أكثر في الفصل الدراسي الثاني. تنمية روح الجماعة ينظر البعض إلى الحفلات المدرسية على أنها أحداث تتعلق بنهاية الفصل الدراسي ووجه للفرح والمرح بين التلاميذ إلا أنها تحمل أبعادا هادفة في تنمية روح الجماعة لدى الطفل وإدماجه اجتماعيا وزرع البذرة الصالحة فيه لاسيما في الأطوار التمهيدية والتحضيرية وفي الطور الابتدائي بوجه عام بحيث تتم مراسم الحفل المدرسي بحضور الطفل كعنصر أساسي لمشاركة زملائه فرحة انتهاء الفصل الدراسي والاقتراب أكثر من المعلم بالحديث والدردشة والخروج عن القيود الدراسية التي تهيمن على كامل الفصل في القسم وزحفت عادة إقامة الحفلات المدرسية حتى إلى المساجد في إطار التعليم القرآني لما للخطوة من أهداف أساسية في تنشئة الطفل الصغير على حب الجماعة والاتحاد والتعاون. تقول إحدى المعلمات في مسجد بالجزائر العاصمة إنها أقامت أمس حفل اختتام الفصل الأول لتلاميذها في مرحلة التمهيدي وترى أن الخطوة ضرورية لإدماجهم في الجو الدراسي وتعليمهم ماهية الحفل المدرسي وفوائده في تنمية روح الجماعة بحيث عادة ما يتم جمع الحلويات والمشروبات في طاولة وسط القسم ويتم اقتسام كل ما جلبه التلاميذ فيما بينهم بالعدل والمساواة كقيمة يكتسبها التلاميذ منذ الصغر كما أن العادة تذكّرنا ب الوزيعة التي تمارَس في أغلب ولايات الوطن في المناسبات الدينية والاجتماعية والتي تنم عن بذرة الخير والتكافل الاجتماعي في وطننا الواحد مما يؤكد أن تلك الحفلات المدرسية لها مزايا إيجابية وهي ذات أبعاد أخلاقية واجتماعية سامية ينشأ عليها الطفل منذ صغره. براعم بحلّة تقليدية ظهر الأطفال في تلك الحفلات بحلل تقليدية رائعة ميزها حضور الألبسة التقليدية سواء بالنسبة للذكور أو الإناث والتقط لهم أولياؤهم صورا تذكارية تُوثّق الحدث الهام مما يضيف أبعادا إيجابية أخرى لتلك الحفلات في ترسيخ التراث التقليدي العريق بحيث حضر الكاراكو وجبة الفرقاني بالنسبة للبنات وارتدى الذكور السروال المدوّر الملحق بقميص القاطيفة المطرز بالخيط الذهبي إلى جانب القبعة أو شاشية إسطنبول التي كانت تعلو رؤوس الأطفال وهو لباس عادة ما يرتديه الذكور في حفلات الختان. كانت أجواء بهيجة في تلك الحفلات استمتع بها الأطفال والمعلمون لتوديع الفصل الأول بمشاعر التفاؤل والفرحة والاستمتاع بالعطلة ومن أجل العودة القوية بعد نهاية العطلة الشتوية لتظلّ الحفلات المدرسية عرفا مميزا تتمسك به الأجيال المتعاقبة لما يحمله من أوجه إيجابية وأبعاد هادفة.