وفاة تلميذ تثير استنكار الرأي العام العنف يُخيّم على المدارس مجدداً.. يبدو أن المدارس لم تعد فضاءات آمنة للتلاميذ ولا حتى المعلمين فالعنف صار متبادلا بين الطرفين فمن ظاهرة ضرب التلاميذ للمعلمين إلى آفة ضرب المعلمين للتلاميذ يحدث ذلك في مؤسسات تربوية كان من الأولى أن تكون مثالا للسلوكات القويمة وحسن الأخلاق لكن للأسف انتقل إليها العنف في أبشع صوره ووصل إلى حد الضرب والجرح واستعمال الأسلحة البيضاء ليُختتم هذا وذاك بإزهاق الأرواح والوفاة وخير دليل وفاة تلميذ بولاية غرداية مؤخرا بعد تعرّضه إلى الضرب المبرح من طرف المعلمة. نسيمة خباجة يبدو أن حروب العصابات التي كانت ديكور الشوارع انتقلت إلى المدارس بحيث باتت تلك الأخيرة عنوانا لإراقة الدماء والضرب والجرح والكلام البذيء وحمل الأسلحة البيضاء عبر المحافظ المدرسية كوسائل للتعلم انحازت عن هدفها وغايتها النبيلة بفعل الفاعلين إلى جانب انتشار الظواهر المشينة فمن التدخين إلى تعاطي الشيشة وتناول مشروبات الطاقة الخطيرة التي بتنا نجدها في أيدي الصغار عبر المدارس دون رادع أو ناه عن ذلك ودون هذا وذاك صار المعلم مصدرا لأذية التلميذ بدل أن يكون مصدرا للأمن والأمان في القسم بعد الوالدين فالأطفال أمانة خلال ساعات الدوام المدرسي وهم أمانة غالية وجب الحفاظ عليها وتبدأ المهمة منذ وطء التلاميذ المدارس لكن ما بتنا نشاهده ونسمع به لا يعكس ذلك بحيث تحولت بعض المدارس إلى شبه اصطبلات القوي يأكل فيها الضعيف فلا أمن ولا راحة ولا هدوء ما تفسره الشجارات والملاسنات بين التلاميذ وحتى بين التلاميذ والأساتذة. وفاة تلميذ بعد تعرّضه للضرب المبرح أثارت قضية وفاة تلميذ بعد تعرضه إلى الضرب المبرح من طرف معلمة استنكار الرأي العام فتأديب التلميذ العاصي أو المشاغب في القسم هو أمر مباح من اجل الدراسة والمثابرة لكن ليس بتلك الصورة البشعة التي أودت بحياة طفل لا حول ولا قوة له وحسب ما تم تداوله من أخبار فإن التلميذ كان يصارع آلام الضرب المبرح لمدة شهر واستلزمت حالته إجراء عملية جراحية على مستوى الرأس وحسب حيثيات القضية فان التلميذ يدرس في السنة الرابعة ابتدائي سنه لا يتعدى 9 سنوات توفي مؤخرا بعد تعرضه للضرب قبل شهر من طرف أستاذة اللغة الإنجليزية حيث قيل بأن الطفل بعد أن سقط قلمه أرضا أراد التقاطه فظنت الأستاذة انه يلعب فضربته بعصا أسفل أذنه وصفعته مما أدى إلى حدوث نزيف على مستوى أذنه واستدعت حالته إجراء عمليتين جراحيتين بالمستشفى إلا أن الموت كان أسبق وغادر الحياة وكانت نهايته بضربة عصا من طرف من تُلقّب بمربية أجيال بحيث وحسب تصريحات الأب عبر قناة وطنية خلال مراسم الجنازة فإن الطفل بعد عودته من المدرسة يوم الحادثة كان يعاني من الانطواء ورفض العودة إلى المدرسة وظهرت عليه آثار الضرب المبرح الذي كان سببا في وفاته وصرّح الأب أنه أودع شكوى ضد المعلمة لتأخذ العدالة مجراها جراء الفاجعة التي حلت بهم وأودت بحياة فلذة كبده. المدرسة الجزائرية إلى أين؟ استنكر الكل فاجعة وفاة تلميذ بعد تعرضه للضرب المبرح من طرف معلمته بولاية غرداية وتضامن الكل مع عائلة التلميذ المتوفى التي حرمت من فلذة كبدها واحتار الكل لمآل المدرسة الجزائرية التي صارت في السنوات الأخيرة عنوانا للعنف بدل أن تكون صروحا للعلم والتعلم والتربية والأخلاق تعكس العلاقة المتينة بين التلاميذ وبين التلاميذ والمعلمين وكانت وزارة التربية قد أسدت فيما سبق تعليمات إلى مدراء المدارس تمنع ضرب التلاميذ مهما كانت الأسباب لاسيما مع الوقائع التي بتنا نسجلها وتعرض تلاميذ إلى التعنيف والضرب المبرح من طرف بعض المعلمين الذي أفضى إلى عاهات مستديمة وحتى إلى الوفاة كما أن الأولياء يرفضون ضرب أبنائهم في الأقسام حتى ولو كان السلوك مبرّرا بالدراسة وتمرد التلميذ وعصيانه في القسم. فالحوادث المتكررة أرعبت الأولياء والأسرة التربوية ككل بسبب انتشار آفة العنف المتبادل بين المعلم والتلميذ حتى تحولت المدارس إلى شبه غابة لا احترام ولا أدب ولا حتى تطبيق القوانين الداخلية التي تحكم المدارس مما أدى إلى تلك الكوارث وهي ظواهر دخيلة لم تشهدها المدرسة بالأمس حين كان التلميذ يحترم الأستاذ والأستاذ يعوض الآباء داخل القسم فلا تعنيف ولا كلام بذيء ولا سلوكات منحطة مثلما نراه اليوم حتى وصل الأمر إلى إراقة الدماء وإزهاق الأرواح مما يوجب دق ناقوس الخطر وإيجاد حلول مستعجلة لتطهير المدارس من مختلف الآفات المتربصة بها وتكريس معايير الاحترام ومكافحة العنف بكل أشكاله وصوره عبر المؤسسات التربوية.