ألم وجوع وفقد.. غزّة تركها إخوتها في ظلام الجُب * أبو اسماعيل خليفة يروي التاريخ أنه بعد تجربة نضالية مريرة قال المفكر علي عزت بيغوفيتش رحمه الله: لا توجد خسارة لا يكون الشعب الخاسر مسؤولا عنها ولا يوجد في مزبلة التاريخ أبرياء لأنك عند ما تكون ضعيفا فهذه خطيئة من وجهة نظر التاريخ وأن تكون ضعيفا في التاريخ هو عمل لا أخلاقي . قال العلامة الشيخ الإبراهيمي رحمه الله يقرع مسامعنا ويحملنا المسؤولية بقوله: إن فلسطين وديعة محمد عندنا وأمانة عمر في ذمّتنا وعهد الإسلام في أعناقنا فلئن أخذها اليهود منّا ونحن عصبة إنا إذًا لخاسرون . البشير الإبراهيمي - الآثار 445/3. وللأسف.. إن غزّة تركها إخوتها في ظلام الجُب ولا شيء سوى الألم والجوع والفقد ولا وقت للحزن والله المستعان على ما يكابدون!.. ولا شك أن كل عربي ومسلم يتحمل جزءًا كبيرًا من المسؤولية عما حدث ويحدث في غزّة وفي فلسطين من جرائم بحق الأبرياء فكل فرد حسب موقعه مسؤول عن حالة الضعف التي تعاني منها الأمة فالأمة تتكون من مجموعة أفراد وضعف الفرد ينسحب على حال الأمة قوة وضعفًا وفي أوقات العزة كانت الجيوش تتحرك لنصرة المستضعفين أما في أوقات الضعف فتراها عاجزة حتى عن إيصال المساعدات الإنسانية للمحاصرين في غزّة. وإذا كان السكوت قديما علامة الرضا أصبح الآن علامة الأسى!. هذا والتاريخ قاض عادل إلى حد بعيد ولا توجد هزائم غير مستحقة. فالناس يغادرون مسرح التاريخ مع المصير الذي يستحقونه.. ورحم الله ابن خلدون حين كان يتحدّث في مقدمته الشهيرة عما يصيب الشعوب من حركات مد ّ وجَزر كالتي تشهدها البحار والمحيطات. فأسأل الله أن يجعل عُمر الجَزر في أمتي قصيراً وعًمر المدّ طويلاً وعميقاً.. وينبهها من رقدة الغافلين.. ونسأله اللطف في كل الأحوال..