ألحقت الأزمة المالية العالمية الخراب بالعديد من البنوك الغربية خاصة في الولاياتالمتحدةالأمريكية ورغم مرور عد سنوات على بداية الأزمة المدمرة فلازالت تداعياتها تلقي بظلالها على أوربا وأمريكا . وأخذت بعض الدول يتهددها شبح الإفلاس ولم تجد نفعا كل الحلول التي تستند إلى الاقتصاد الرأسمالي . وفي مقابلة مع الدكتور اشرف دوابه أستاذ الاقتصاد الإسلامي أوضح لشبكة الإعلام العربية "محيط " أن العديد من عقلاء الغرب فطنوا إلى قيمة النظام الاقتصادي الإسلامي وأهميته في علاج الأزمات المالية. واستشهد بما قالته الباحثة الاقتصادية الإيطالية (لووريتا نابليوني) إلى أهمية التمويل الإسلامي ودوره في إنقاذ الاقتصاد الغربي. وأضافت لووريتا بأن: "التوازن في الأسواق المالية يمكن التوصل إليه بفضل التمويل الإسلامي بعد تحطيم التصنيف الغربي الذي يشبه الاقتصاد الإسلامي بالإرهاب" . ورأت "أن التمويل الإسلامي هو القطاع الأكثر ديناميكية في عالم المال الكوني". وذكرت أن: "المصارف الإسلامية يمكن أن تصبح البديل المناسب للبنوك الغربية". وأشار د. دوابه إلى أن صحيفة (آر بي ديلي) الروسية أوردت في تقرير صحفي بعنوان "نجاح البنوك الإسلامية في مواجهة الأزمة المالية العالمية" أن أعداد غير المسلمين الذين يرون أن البنوك الإسلامية وعاء آمن لأموالهم يحميها من خطر أزمة السيولة التي تضرب بنوك العالم الآن في تزايد. وأضاف التقرير أن أسباب نجاح تجربة البنوك الإسلامية في تحجيم الخسائر في ظل هذه الأزمة هو احتكامها إلى الشريعة الإسلامية التي تحرم الربا بالإضافة إلى اعتمادها على الودائع المصرفية بدلاً من القروض. ولفت د. دوابه إلى أن كبرى الصحف الاقتصادية في أوروبا دعت إلى تطبيق الشريعة الإسلامية في المجال الاقتصادي كحل للتخلص من براثن النظام الرأسمالي الذي يقف وراء الكارثة الاقتصادية التي تخيم على العالم. ففد كتب (بوفيس فانسون) رئيس تحرير مجلة (تشالينجز)- موضوعاً بعنوان (البابا أو القرآن) تساءل فيه عن أخلاقية الرأسمالية؟ وقال فانسون في مقاله: "أظن أننا بحاجة أكثر في هذه الأزمة إلى قراءة القرآن بدلاً من الإنجيل لفهم ما يحدث بنا وبمصارفنا. لأنه لو حاول القائمون على مصارفنا احترام ما ورد في القرآن من تعاليم وأحكام وطبقوها ما حل بنا ما حل من كوارث وأزمات وما وصل بنا الحال إلى هذا الوضع المزري؛ لأن النقود لا تلد النقود". كما طالب (رولان لاسكين) رئيس تحرير صحيفة (لوجورنال د فينانس) في مقال له بعنوان: (هل تأهلت وول ستريت لاعتناق مبادئ الشريعة الإسلامية؟) بضرورة تطبيق الشريعة الإسلامية في المجال المالي والاقتصادي لوضع حد لهذه الأزمة التي تهز أسواق العالم من جراء التلاعب بقواعد التعامل والإفراط في المضاربات الوهمية غير المشروعة. بل إن صحيفة «اوبسيرفاتوري رومانو»، الناطقة باسم الفاتيكان، نشرت مقالاً بعنوان «مقترحات وأفكار من النظام المالي الإسلامي إلى الغرب المتأزم» أبدت فيه إمكانية مساهمة النظام المصرفي الإسلامي في إعادة تأسيس النظام الغربي عبر لوائح وقوانين جديدة تحكم عمله لتجاوز الأزمة المالية العالمية. وأشار د. دوابة إلي أن مجلس الشيوخ الفرنسي دعا إلى ضمِّ النظام المصرفي الإسلامي للنظام المصرفي في فرنسا وقال المجلس في تقرير أعدَّته لجنة تعنى بالشؤون المالية في المجلس إن النظام المصرفي الذي يعتمد على قواعد مستمدة من الشريعة الإسلامية مريح للجميع مسلمين وغير مسلمين. وأضاف بأن التقرير الصادر عن لجنة المالية ومراقبة الميزانية والحسابات الاقتصادية للدولة بالمجلس أكد أن هذا النظام المصرفي الذي يعيش ازدهارا واضحا قابل للتطبيق في فرنسا. * طالب (رولان لاسكين) رئيس تحرير صحيفة (لوجورنال د فينانس) في مقال له بعنوان: (هل تأهلت وول ستريت لاعتناق مبادئ الشريعة الإسلامية؟) بضرورة تطبيق الشريعة الإسلامية في المجال المالي والاقتصادي لوضع حد لهذه الأزمة التي تهز أسواق العالم من جراء التلاعب بقواعد التعامل والإفراط في المضاربات الوهمية غير المشروعة.