من المرتقب أن يستعيد المركب السياحي لحمام ريغة بولاية عين الدفلى نشاطه وبريقه الذي عهده الزائر خلال حقبة الثمانينيات بعد عملية إعادة تهيئة، ستكلفت خزينة الدولة 206 مليار سنتيم لإعادة ترميم المركب وملاحقه إلى جانب تجهيزه وتأثيثه وفق المواصفات الدولية لترغيب وتشجيع الحركة السياحية في هذا المعلم الذي كان في السابق قبلة لآلاف الزوار. استنادا إلى مصادر مطلعة، فان الوزارة الوصية بعد عملية التقييم والمراجعة التي قامت بها خلال السنتين الماضيتين بشأن إعادة وجه المركب إلى دائرة الضوء بعدما فقد جزءا من بريقه السياحي ضمن برنامج شامل سيمس 10 مركبات كبرى بالجزائر، قد خصصت اعتمادات مالية لإعادة الوجه الحضاري والسياحي للمركب المشهور حمام ريغة، الواقع بأقصى الشمال الشرقي لعاصمة الولاية عين الدفلى بنحو 45 كلم، حيث قدر المبلغ المرصود حسب مصادر مطلعة بازيد من 206 مليار سنتيم، من اجل إعادة ترميمه وبعث الحركة السياحية التي اشتهر بها في سنوات الثمانينات ،بعدما تردت وضعيته خلال العشرية الماضية ،وحسب مصادرنا فان جهود الوزارة منصبة لتنشيط الحركة السياحية من جديد وجعل هذا الأخير يحتل مكانة ضمن المواقع السياحية الحموية بالجزائر، ومن المتوقع أن تباشر الأشغال مع مطلع السنة الجديدة بعد تخصيص المبالغ المالية اللازمة في إطار ما أطلق عليه برنامج مخطط "الجودة السياحية" الذي أقرته وزارة التهيئة العمرانية والبيئة والسياحة، التي أرسلت لجنة من الخبراء في سنة 2009 إلى عين المكان لتقييم البرنامج المتعلق بتهيئة المحطة الحموية، التي يعود تاريخ اكتشافها للفترة الرومانية وتزخر هذه الأخيرة ، بحمامات عتيقة لازالت قائمة لحد اليوم رغم الظروف المناخية التي تعرضت إليها والتخريب الذي طال أجزاءها وأفاد ذات المصدر، بأن هذه المحطة تعرف إقبالا كبيرا من طرف طالبي العلاج والزوار الذين يترددون عليها بحثا عن الترفيه والتسلية خلال عطلتي الشتاء والربيع، حيث قدر عدد الزوار منذ مطلع السنة الجارية بحدود 300 ألف زائر للاستمتاع بالمناظر الطبيعية والمياه المعدنية للتداوي، ويشير ذات المصدر أن كافة الظروف مهيأة حاليا لاستقطاب المزيد من الزوار خصوصا بعد الانتهاء من عملية الترميم والتجهيز لكافة المنشآت حيث يتوفر المركب على فندق يضم 30 غرفة و112 بيت جاهز (بنغالو) و30 شقة وجناحا للمياه المعدنية، بالإضافة إلى قاعة لإعادة التأهيل الحركي . ومن المرتقب أن تمس العملية 10 محطات حموية وفق ما أكده شريف رحماني وزير تهيئة الإقليم والبيئة والسياحة في رده على سؤالين شفويين طرحهما نائبان بالمجلس الشعبي الوطني آنذاك، في جلسة علنية حول التكفل بالسياحة الحموية على غرار منطقة "لحذب وحمام الرويسات" بولاية ورڤلة إلى جانب بناء قرى سياحية ساحلية بولاية جيجل، أنه تم إعداد دراسات لعصرنة هذه المحطات المعدنية، وتتعلق عملية العصرنة أيضا أساسا بحمامات "ملوان بالبليدة وريغة بولاية عين الدفلى وبوحنيفية" التابعة إقليميا لولاية معسكر إلى جانب حمامات " زلفانة والتسالة والصالحين" حيث يتكفل بانجاز دراسات التأهيل مكتب دراسات دولي، وأشار شريف رحماني في هذا السياق إلى أنه سيتم الانطلاق أيضا في عملية إحصاء الموروث السياحي الحموي الذي تزخر به الجزائر ووضعه تحت تصرف المستثمرين وعرض العقار المهيأ لفائدتهم، كما ستجرى أيضا دراسات أخرى -يضيف رحماني - لمعرفة المؤهلات المجاورة للمحطات الحموية المعدنية إلى جانب إعداد دفتر شروط لفائدة المستثمرين، مؤكدا في نفس الوقت بأن هذه العملية التأهيلية ستتوسع أيضا قريبا على 50 محطة حموية جهوية ومحلية بما فيها حمام "الرويسات" بورڤلة، وأكد مدى إهتمام السلطات العمومية بتثمين المخزون الحموي الثري مشيرا إلى توفر ما يقارب 300 محطة حموية محلية بكل الخصائص الفيزيائية والكيميائية الخاصة بمياهها المعدنية. وأبرز شريف رحماني أهمية هذا النوع من السياحة التي أدرجت في إطار التغطية الصحية التي يتكفل بها الضمان الاجتماعي لفائدة الزبائن المؤمنين داعيا إلى تشجيع الاستثمار في هذا المجال، للتمكن من اقتحام السوق الوطنية والجهوية وخلق شبكة صحية حموية وتلبية رغبات الزبائن الذين يتوافدون عليها بكثرة.