يقوم المسؤولون عن فندق الثلج وهو فندق يشيد سنويا منذ عام 1990 بشمال السويد على مقربة من الدائرة القطبية الشمالية ببناء كنيسة من الثلج الخالص ليقدمها بعد ذلك هدية للكنيسة السويدية أثناء القداس الذي يقام في اليوم التالي لعيد الميلاد المسيحي (يوم الإهداء). وقد أثبتت هذه الكنيسة الثلجية نجاحا ساحقا كعمل دعوي لنشر الدعوة المسيحية والتواصل مع الجاليات المختلفة والأفواج المتعددة التي تتوافد على المنطقة للاستمتاع بإمكاناتها الطبيعية وجذب العديد من أفرادها إلى الديانة المسيحية. وبحسب إحصاءات رسمية، تستقبل الكنيسة السويدية في اليوم الذي تحصل فيه على الهيكل الثلجي أكثر من مائة وخمسين حفلة زواج من جميع أنحاء العالم. ويأمل الشيخ محمد الديبي، أحد أئمة المساجد ورئيس جمعية المسلمين بالسويد، أن تنجح الفكرة إسلامياً، وأن يكون المسجد الثلجي عملا دعويا ناجحا يجذب إليه الناس، وأكد الشيخ بالقول "وجدنا مردودا جيدا لهذه الفكرة عند كل من تحدثنا إليهم"، وفقا لصحيفة نورلندسكا سوسيال ديموكراترنا (NSD) السويدية. وأضاف الديبي أن وضع المسجد بنفس المنطقة السياحية التي توضع بها الكنيسة لن يتسبب في إثارة أي نوع من المشاكل. وأكد الديبي أن "هذه الوسيلة ستكون فكرة جديدة ومبتكرة لخلق حوار بين الثقافات والأديان المختلفة، وربما يتواجد بالمكان أحد الأئمة المسلمين ليتحدث إلى السياح والزوار عن المعنى الحقيقي للإسلام". ويضيف "بيرجيكفيست" أحد المسؤولين عن المنطقة "لن يكون الهدفُ من هذا العمل هو جذب المزيد من الأفواج السياحية، وإنما إضافة خبرات جديدة لزوار هذا المكان.. إن لدينا سياحاً من كافة أنحاء العالم، وكثيرون منهم يأتون من بلدان ذات ثقافات مختلفة كانجلترا والمملكة العربية السعودية، أعتقد أن الفكرة ستكون جيدة، لأننا نمتلك بالفعل كنيسة ثلجية وسنضيف إليها المسجد". وبرغم آمال المسلمين بالسويد في إنجاز هذا المشروع في العام الحالي، إلا أن "بيرجيكفيست" قد أكد أنه من الصعب أن يرى هذا المسجد الثلجي النور قبل بداية الشتاء القادم. جدير بالذكر أن المنتجع الذي يشيد فيه الفندق سنويا بين شهري أكتوبر وديسمبر ليظل طوال شهور الخريف والشتاء حتى تذيبه الحرارة مع نهاية الربيع، وتوضع إلى جواره هيكل الكنيسة الثلجية يمثل منطقة جذب سياحي للسياح من جميع أنحاء العالم الأمر الذي أسهم بشكل كبير في إنجاح فكرة استغلال الإمكانات الطبيعية للمنطقة دعويا.