انتقل الشيخ محمد بن بكير أرشوم إلى رحمة الله تعالى، بعد مسيرة دعوية كبيرة جعلته أحد أبرز رموز العلم والدعوة بمنطقة غرداية التي فقدت خلال السنة الجارية عددا من خيرة أبنائها، لتستحق سنة 2011 وصف (عام الحزن) في وادي ميزاب! إنه عام الحزن والموت في منطقة وادي ميزاب، فيه رحل الداعية الكببر الشيخ الناصر المرموري، و(ذاكرة بريان) الشيخ زيطاني·· ·ومات فيه آخرون من مشايخنا من مختلف قرى وادي ميزاب بجزائرنا الحبيبة·· ومساء يوم الإثنين فقدت مدينة بريان أحد أعلامها الشباب، وهب نفسه ونفيسه لدينه وأمَّته ووطنه، وكرَّس حياته لبناء الإنسان والمؤسسات، وتكوين الرجال الدعاة، ونشر العلم بتسويد الصفحات وإلقاء المحاضرات، وهو الشيخ محمد بن بكير أرشوم· فصول المدارس ومنابر المساجد وقاعات المعاهد تعرفه، وحلقات الوعظ وندوات العلم والتعليم تألفه، وترك للأجيال القادمة ما ينفعها ويفيدها، في دروسه ومحاضراته ومؤلفاته الكثيرة، خاصة كتاب الواضح في التاريخ الإسلامي، للطورين الابتدائي والمتوسط؛ إضافة إلى كتابه: صفحات مشرقة من حياة الشيخ بكير أرشوم· وداعا محمد·· لقد رحلت من غير وداع·· محراب بريان العامر سيفتقدك ودروسك بمنبر الجمعة لن يسمعها الشباب بعد تلك الجمعة الأخيرة التي قرر المرض فيها بداية رحلته معك وعلى السريع ومن بين عرصات المسجد ومحرابها العامر اختطفك وكانت بداية النهاية·· حيث أغمي عليك برهة وصحوت ولكن أية صحوة والمرض قد نشب مخالبه بجسدك·· سيذكر الشباب أنك كنت داعيتهم الأول بالبلدة·· تميزك الرائع في الإلقاء والإسترسال الهادئ وحضورك القوي شهود عندهم على جهادك وعطائك المستمر·· برحيلك يا شيخ محمد انطفأت شمعة بمنتصف الطريق وأنت دون الخمسين·· جاء موعد الرحيل من هذه الدنيا ومن بلدتك بريان كما رحل والدك الشيخ بكير ذات يوم تماما من هذه التي كانت قاعدة خلفية للإصلاح بوادي ميزاب زمن الإمام الشيخ بيوض وبكلي ورجال الجزائر، وهذا المساء نصعق بخبر الموت والمرض السريع الذي عجل بك وما بلغ الأصدقاء والخلان والأبناء وجودك بالعيادة·· ولكن إذا حان القضاء ضاق الفضاء·· إنه أمر الله·· ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم· للإشارة فإن جنازة الداعية الراحل تقام ضحى اليوم الأربعاء بمقبرة بريان في غرداية·