ما دأبت عليه العائلات قبيل كل موسم ديني هو عقدها لجولات عبر الأسواق من أجل التحضير للمناسبة الدينية على أكمل وجه من حيث بعض المستلزمات التي تستوجب إحضارها في المناسبة لاسيما بالنسبة لعيد الأضحى المبارك الذي يستلزم حضور العديد من الوسائل المستعملة في عملية النحر على غرار الأواني وأدوات الذبح إلى غيرها من المستلزمات الأخرى، إضافة إلى بعض السلع والخضر المستعملة في تحضير أطباق العيد ما جسده التهافت الحاصل في هذه الآونة على الأسواق الشعبية على غرار مارشي 12 وساحة الشهداء وسوق باش جراح وسوق بئر خادم وغيرها من الأسواق· هي الأجواء التي تعرفها أسواق العاصمة وما جاورها من ولايات قبيل المناسبات الدينية، بحيث نجد العائلات في سباق مع الزمن بغية التحضير للمناسبة على أكمل وجه واستيفاء متطلباتها الضرورية، فلا تكتمل فرحة تلك المناسبات إلا بعد التحضير لها تحضيرا جيدا من كل النواحي، ما عهدت عليه النسوة في كل سنة دليل ذلك تسارعهن إلى الأسواق الشعبية عشية عيد الأضحى المبارك بغية اقتناء بعض المستلزمات التي تتطلبها عملية النحر وحتى تزويد البيت ببعض الأطقم الجديدة، إلى جانب اقتناء بعض الخضر التي تتطلبها أطباق العيد كالكوسة، واللفت، والطماطم··· وما سجلناه في جولة لنا عبر بعض الأسواق هو التهاب الأسعار التي لفحت جيوب المستضعفين ومست نار الأسعار كل المستلزمات الخاصة بالعيد على غرار أدوات الذبح وكذا الأواني المستعملة في عملية النحر ناهيك عن الخضر والفواكه التي بلغت أسعارها الأسقف، ووصلت الكوسة إلى حدود 100 دينار بالنظر إلى استعمالها الواسع في أطباق العيد، إلى جانب الطماطم التي وصلت هي الأخرى إلى حدود 90 و100 دينار· اقتربنا من بعض المتبضعين لرصد الأجواء وكذا آرائهم حول الأسعار فأعرب جلهم عن استيائهم من الأسعار المتداولة بعد أن أضحى التجار يتحينون المناسبات الدينية لإلهاب جيوب المواطنين بدل الرحمة بهم في تلك المواسم التي تتطلب ذلك، بحيث لم يسلم ولا غرض من الارتفاع على غرار مستلزمات البيت أو السلع والمواد الغذائية التي يتطلب العيد حضورها الضروري· قالت إحدى السيدات التي التقينا بها بمارشي 12 ببلكور العتيق وهو سوق ذاع صيته يُعرف بالإقبال الواسع عليه في المناسبات الدينية بدليل الازدحام والاكتظاظ الذي يشهده في هذه الأيام، أنها وطأت السوق خصيصا لجلب بعض الحاجيات المرتبطة ارتباطا مباشرا بالعيد خاصة وأن عيد الأضحى المبارك يستلزم توفر الكثير من الحاجيات المتعلقة بأواني الطبخ وبعض المواد كالتوابل ومختلف السلع التي تدخل في تحضير أطباق العيد ك(الدوارة) و(البوزلوف)، لذلك فالاستعداد له من تلك الجوانب هو شيء ملزم لا محالة لتضيف أنها تعكف على اقتناء بعض الأواني والتوابل لتستكمل تحضيرها واستعدادها للعيد، وعن الأسعار قالت إنها ارتفعت عما كانت عليه وهي العادة التي ألفها الزبون في كل موسم لتختم بالقول (ماذا عسانا نفعل فطبيعة المناسبة الدينية تحكم بالتحضير لها على أكمل وجه، ولا نترك الفرصة لجشع التجار من أجل نغص فرحتها وتعكير أجوائها المميزة والبهيجة)·