ينتظر أن ينظّم ضحايا وكالة (عدل) من المسجّلين الأوائل لسنة 2001، وقفة احتجاجية جديدة اليوم أمام مقرّ الوكالة بالعاصمة، وذلك بعد نفاد صبرهم نتيجة غموض قضيتهم ومصير (سكناتهم الافتراضية) في ظلّ التماطل الحاصل لدى إدارة الوكالة التي تمنح وفي كلّ مرّة تواريخ متتالية للتفاوض مع ممثّلي (الضحايا) لتطمئنهم في آخر كلّ لقاء بقرب انفراج القضية لتمنح لهم موعدا آخرا للتحاور بعد أن كانت حجّتها في الأوّل هي تمحيص ملفّات قائمة المستفيدين الشرعيين من غيرهم، وهي الإجراءات التي لم يهضمها من ينتظرون مشاريع سكناتهم منذ أكثر من 10 سنوات بسبب تواصل الغموض· يعتزم المئات من (ضحايا عدل) من المسجّلين الأوائل منذ تاريخ 18 أوت إلى 31 ديسمبر 2001، تنظيم اعتصام جديد أمام مقرّ الوكالة الكائن بحي (سعيد حمدين) في بئر مراد رايس بالعاصمة اليوم وذلك بعد الغموض الذي ما يزال يكتنف قضيتهم، خاصّة بعد إعلان الإدارة عن حلّ القضية بعد الانتهاء من عملية تمحيص ودراسة ملفّات المستفيدين غير الشرعيين من مشاريعها، والتي أثبتت التحقيقات وجود أكثر من 60 بالمائة منهم يملكون سكنات في ولايات أخرى وهناك منهم المقيمون في الخارج، ناهيك عن أولئك الذين يضعون أسماء زيجاتهم بدلا من أسمائهم هروبا من عقاب القانون أو حتى الذين تحصّلوا على قروض بنكية، وهو ما اعتبرته الجهات المعنية خرقا للقوانين، وبالتالي ضرورة إعادة فحص القائمة من جديد بشكل أكثر عدالة ووفق ما يمليه القانون، غير أن طول مدّة الإجراءات وعدم إيضاح الرؤى لدى الضحايا جعلهم يقرّرون الاحتجاج اليوم من جديد، خاصّة وأن اللّقاءات الأخيرة بين ممثّليهم وإدارة الوكالة كانت تصبّ أغلبها في إظهار النيّة الحسنة للتعامل مع القضية بصفة ايجابية مع إيجاد حلول لها في أقرب الآجال· غير أن القضية توقّفت عند هذا الحدّ دون أن يتلّمس (الضحايا) أيّ قرارات جديدة تمنح لهم الأمل في التعامل مع القضية بجدّية، وهو ما وصفه هؤلاء بالتماطل في القضية من طرف الجهات المسؤولة كسبا للوقت من طرفها بهدف امتصاص غضبهم الذي توسّع خلال الأشهر الماضية وأدّى بهم إلى الاعتصام والتكتّل بقوّة أمام مقرّ الوزارة، ممّا أسفر عنه عدّة تدخّلات لمصالح الأمن، خاصّة بعدما ارتفعت الآهات والأصوات لتصل إلى غاية مقرّ رئاسة الجمهورية بالمرادية، أين اجتمع بها ممثّلو الضحايا لإسماع انشغالهم وتذمّرهم لرئيس الجمهورية. كما عبّر الضحايا عن قلقهم اتجاه القضية التي باتت غامضة بالرغم من الوعود التي لمسوها في الفترة الأخيرة من إدارة وكالة (عدل)، غير أن التماطل هذا أدخل الشكّ في نفوسهم مرّة أخرى، خاصّة بعد نفاد صبرهم هذه المرّة· يذكر أن آخر اعتصام لضحايا (عدل) كان في الشهر الماضي بعدما عرفت قضيتهم تأجيلات عديدة عقب الاجتماعات المتتالية التي جمعت بين ممثّلي الضحايا ومسؤولي الوكالة أسفرت عن تأجيل قرار الفصل في القضية والإعلان عن تاريخ جديد حتى تتمكّن الجهات المعنية من تمحيص القوائم على خطى المعايير القانونية المطلوبة من أصل أكثر من 8 آلاف مسجّل، الذين تمّ إيجاد الأرضية التي سيقوم عليها المشروع بضمّه 4 آلاف مستفيد على مستوى شرق العاصمة·