تسجل بلادنا العديد من الحرائق التي تطال الغابات والمصانع ومراكب البترول، ولازالت الوسائل المستعملة في إخمادها تقاس على أنها وسائل بدائية أو لا ترقى إلى الوسائل المتطورة المستعملة دوليا. هو ما دفع السيد شاشوري عبد الوهاب الذي تجاوز العقد السادس من العمر بخمس سنوات إلى اكتشاف دبابة تقوم بالمهمة لوحدها دون أدنى إنهاك أو تعب الذي نجدهما مسجلين بقوة لدى أعوان الحماية المدنية عند حدوث أي طارئ والوقت الطويل المستغرق في إخماد النيران والذي قد يؤدي إلى تخليف خسائر بشرية ومادية لولا تدارك الأمور من طرف الأعوان وتضحيتهم الكبرى في سبيل حماية البشر والممتلكات والتي تجعلهم أحيانا بل في كل وقت عرضة للخطر، ومن شأن تلك الدبابة التي تم إبداعها على يد المخترع البارع السيد شاشوري أن تبعد تلك الأخطار وتخمد النيران الملتهبة في المصانع في ظرف قياسي لا يتجاوز النصف ساعة إلى ساعة على الأكثر، كما تخفف عبء أعوان الحماية المدنية بالنظر إلى خدمتها المتطورة والتي روعيت فيها مقاييس عالمية· لكن ولتعاسة الحظ كما قال مخترعها لم ترد الدبابة تطليق شكلها المصغر الظاهر على الصورة كونه مشروعاً هُمش بدعوى أنها مكلفة جدا وتحتاج إلى دبابات تزن الأطنان وتصل إلى حوالي 30 إلى 40 طنا، والسر في ذلك قال المخترع إنه يعود إلى مقاومة جدرانها إلى لهيب النيران ولكي لا يصاب طاقمها بأي ضرر، وقال إن كل خطواتها مدروسة لعدم حدوث أي خسائر بشرية ناهيك عن سهولة إنقاد المعدات والمنشآت بواسطتها، وعلى الرغم من حصوله على شهادة براءة الاختراع إلا أن مشروعَه لم يعرف طريقه إلى النور بعد، كما أنه لم يبخل باختراعات أخرى مست قطاعات حساسة تهم الإنسان على الرغم من تجاوزه العقد السادس واقتناصه القليل من العلم فهو نال مستوى شهادة التعليم المتوسط إلا أنه يتقن جيدا اللغة الفرنسية وهو عصامي التكوين وله إرادة في البحث والتعمق في كل المجالات· حتى أنه اخترع جهازا يدخل في هيكلة الجهة الأمامية للسيارات وهو مضاد لحوادث المرور، بحيث إن حدث وأن تعرض السائق إلى حادث مرور فإن ذلك الجهاز سيحمي السائق ومن يكون معه في الجهة الأمامية، ويدفعهما بطريقة آلية إلى الوراء، ومن شأن ذلك الجهاز أن ينقذ حياة البشر في ظل الارتفاع المذهل الذي نسجله في حوادث المرور والإحصائيات المرعبة التي تطلقها الجهات المختصة، وحصل على شهادة الاختراع في ذات الابتكار إلا أنه لم يتم الاعتناء بمشروعه على الرغم من أهميته في الوقت الحالي· ولم يستثن المواهب الربانية التي حباه الله بها بإقحامها واستغلالها في شتى المجالات، بحيث لم ينس المرضى وكذا القطاع الصحي، وراح إلى ابتكار أسرّة متنقلة تخص المستشفيات إلا أنها أكثر عملية وتفيد نقل المرضى في ظرف قياسي لكن المشروع وللأسف لم ير طريقه إلى النور، وأخبرنا أن مشاركته في الصالون كانت فألا حسنا، بحيث التقى برجل أعمال أعجبه كثيرا المشروع ووعده بتمويله وعرضه على الجمهور بغية تجريبه ولم لا الاستمرار فيه على مستوى المستشفيات إن حقق نتائج مرضية تفيد المرضى وكذا الأطقم الطبية خاصة وأن الأسرّة المتنقلة تساعد كثيرا في الظروف الطارئة كالزلازل والفيضانات وغيرها من الحوادث الطارئة· وعلى الرغم من التهميش الذي طال كامل إبداعاته واختراعاته إلا أن قوة الإرادة وروح العزيمة جعلت محدثنا يكمل مساره في ميدان الاختراعات ويطمح إلى المزيد منها مادام أن الله تعالى حباه بحاسة الاختراع الذي لا يريد إلا استثمارها في خدمة البلاد ونفع العباد بها في انتظار التفاتة بسيطة من طرف أصحاب القرار لتجسيد تلك المشاريع على أرض الواقع تحقيقا للمصلحة العامة·