مع إسدال الستار على فعاليات مونديال 2010، توّج مجهود مولر باثنتين من الجوائز الشخصية، حيث فاز بجائزتي أفضل لاعب شابّ، بالإضافة إلى جائزة الحذاء الذهبي التي تمنح لهدّاف البطولة. وانتزع مولر 20 عاما، جائزة الهدّاف بعدما سجّل خمسة أهداف لفريقه في البطولة وتفوّق بعدد الأهداف التي صنعها لفريقه على ثلاثة لاعبين آخرين سجّل كلّ منهم خمسة أهداف في البطولة وهم الإسباني ديفيد فيا، الهولندي ويسلي شنايدر والأوروغوياني دييغو فورلان. أمّا الفوز بلقب أفضل لاعب شابّ فلم يكن تتويجا لمولر بمفرده وإنما كان لجيل جديد من اللاّعبين الشبّان في المنتخب الألماني، والذي يضمّ كلا من مسعود أوزيل، سامي خضيرة، جيروم بواتينج وحارس المرمى مانويل نيور. وقبل 12 شهرا فقط، كان مولر لاعبا في دوري الدرجة الثالثة بألمانيا، حيث كان مهاجما في صفوف الفريق الثاني لنادي بايرن ميونيخ لكنه شارك في الموسم الماضي مع الفريق الأوّل للنّادي تحت قيادة المدير الفنّي الهولندي لويس فان جال. وأعلن مولر عن نفسه بقوّة عالميا من خلال كأس العالم 2010 بجنوب إفريقيا، والتي ساهم بقدر كبير في فوز منتخب بلاده بالمركز الثالث فيها. وسار مولر على نهج مواطنه ميروسلاف كلوزه الذي توّج بلقب الهدّاف في مونديال 2006 بألمانيا، وأعلن عن إمكانياته الهائلة ومهاراته خلال بطولة دوري أبطال أوروبا في الموسم الماضي، والتي وصل فيها الفريق للمباراة النّهائية، وكان هذا هو موسمه المكتمل الأوّل مع فريق بايرن وسجّل فيه 19 هدفا في 52 مباراة خاضها مع الفريق في مختلف البطولات. ويتميّز مولر بالسرعة والهدوء والأداء الخططي العالي، كما يجيد اللّعب في مركز لاعب خطّ الوسط المهاجم أو كمهاجم ثاني للفريق، حيث يستطيع تسجيل الأهداف وصناعتها. وقبل بطولة كأس العالم 2010 بجنوب إفريقيا، بلغت قيمة مولر في سوق انتقالات اللاّعبين نحو عشرة ملايين أورو (5.12 مليون دولار)، لكن تألّقه في مباريات المنتخب الألماني بالمونديال رفعت قيمته إلى ثلاثة أمثال هذا المبلغ. وخاض مولر أولى مبارياته الدولية مع المنتخب الألماني في مارس الماضي وكانت في مواجهة ودّية مع نظيره الأرجنتيني، وهو يمثّل نتاجا لبرنامج الشباب الألماني الذي بدأ قبل عشر سنوات بعد خروج المنتخب الألماني صفر اليدين من بطولة كأس الأمم الأوروبية (يورو 2000) في بلجيكا وهولندا. ولجأ الاتحاد الألماني للّعبة إلى تنفيذ هذا البرنامج باكتشاف المواهب الشابّة وتطوير مستواها. ونال هذا البرنامج دعما قويا بعد تعيين ماتياس سامر القائد السابق للمنتخب الألماني الأوّل مديرا للكرة بالاتحاد الألماني في عام 2005، ومنذ ذلك الحين استثمر الاتحاد ورابطة الدوري الألماني نحو 500 مليون أورو في نظم تطوير قطاع الشباب. وأصبحت لكلّ من أندية الدوري الألماني (بوندسليغا) مراكزها التدريبية الخاصّة بالشباب، بينما لجأ الاتحاد الألماني إلى تطوير مراكز التميز وبرامج اكتشاف المواهب في كلّ أنحاء ألمانيا. وكانت النتائج رائعة حيث توّج المنتخب الألماني بلقب أوروبا للشباب (تحت 19 عام) في عام 2008، ثمّ فاز بلقب كأس الأمم الأوروبية للنّاشئين (تحت 17 عاما) وللشباب (تحت 21 عاما) في العام الماضي. وقبل ذلك، ظلّت ألمانيا بلا أيّ لقب أوروبي على مستوى الشباب والنّاشئين على مدار 16 عاما مضت. وفي مونديال 2010 بجنوب إفريقيا، واصل مولر أسطورة القميص رقم 13 بالمنتخب الألماني، والذي ارتداه النّجم السابق جيرد مولر في السبعينيات، كما ارتداه مايكل بالاك على مدار السنوات الماضية.