عادت السلطات الفرنسية إلى عادتها الدنيئة المتمثّلة في استفزاز الجزائر ومحاولة ممارسة سياسة الوصاية والإملاءات على الجزائريين، ودفعت هذه المرّة إلى الواجهة باسم غير معروف لدى الجزائريين يتمثّل في جوزيف مايلا مدير الاستشراق والاستطلاع في وزارة الخارجية الفرنسية الذي خلع عنه واجب التحفّظ مرتديا نظارات (الشوّاف)، متوقّعا (ثورة سياسية) في الجزائر ومحرّضا الجزائريين على ركوب موجة (الربيع العربي)· جوزيف مايلا مدير الاستشراق والاستطلاع في وزارة الخارجية الفرنسية، وهو منصب رسمي بالغ الحساسية، توقّع في في لقاء نشره موقع (Valeuractuelles) الفرنسي (تحرّك ثورة سياسية واجتماعية في الجزائر من دون شكّ في الفترة المقبلة)، معتبرا حسب تحليله السقيم أنها (بقيت الاستثناء الوحيد في المغرب العربي)، وهو ما يعدّ تحريضا صريحا للجزائريين على عدم البقاء على خطّ تماس ما يسمّى بالثورات العربية· وحسب (الشوّاف) مايلا الذي ينفث باسم نظام الرئيس اليهودي لفرنسا نيكولا ساركوزي سموم ثورة مزعومة في بلادنا فإن ما يسمّى بالثورات العربية (انقسمت بشكل مختلف في العديد من المجتمعات التي كان لها مصير متباين، من المغرب إلى مصر، مع استثناء ملحوظ في الجزائر)·· ولسنا ندري أين كان هذا (الشوّاف القدير) حين قام الجزائريون بثورتهم من أجل الديمقراطية في أكتوبر 1988، ولا نلومه طبعا إن نسي وقائع ثورة الشجعان التي اندلعت سنة 1954 وطردت آباءه من أرض الجزائر· وواصل مايلا (شعوذته السياسية) زاعما أن (الربيع العربي الإسلامي) كما يسمّيه (سيستمرّ خلال 2012 في سياق جديد محفوف بعدم اليقين: قادة الدول الكبرى ستكون ولايتهم على المحك في الانتخابات المقبلة وما يزيد من الأهمّية بمكان أنها ستجرى في ظروف غير مسبوقة في العالم ما عدا الصّين بالطبع، وستشمل الانتخابات كلاّ من فرنسا في أفريل حتى جوان، وروسيا في مارس، الصّين في أكتوبر، الولايات المتّحدة في نوفمبر وغيرها· هذه الضغوط الانتخابية ليست مواتية لتهدئة مستدامة للتوترات السياسية والاجتماعية في العالم)· ويرى (الشوّاف السياسي) الفرنسي أنه (في واشنطن على الرغم من بداية ضعيفة للمعارضين الجمهوريين للموسم الانتخابي ما تزال شعبية باراك أوباما منخفضة تاريخيا في استطلاعات الرّأي، المعركة ستكون غير مؤكّدة حتى الصيف· في موسكو غادر بوتين ولاية رئاسية ثالثة بعد 2000 و2004، وقد ثارت المعارضة عليه بشكل كبير فاق كلّ التوقّعات، كان ردّ فعل الكرملين مسالما دون وحشية مفرطة، كما سيكون الحزب الحاكم مضغوطا أكثر ممّا كان متوقّعا)· ومن المعلوم أن مايلا متخصّص في الإسلام والشرق الأوسط ويعدّ أوّل عميد لائكي للمعهد الكاثوليكي في باريس والمكلّف في وزارة خارجية دولة ساركوزي بإعداد دراسات عن الدول وتطوّرها، وبذلك فإن تصريحاته المسمومة لم تأت من فراغ، بل هي تعبّر عن وجهة النّظر الفرنسية الرّسمية· ** موقع مشبوه من أمريكا "للتخلاط" في الجزائر! أطلقت جهات مشبوهة موقعا إلكترونيا يعنى بالشأن الجزائري، تفوح منه رائحة (التخلاط) بشكل صريح، ويتعلّق الأمر بالموقع المسمّى (شبكة رصد الجزائرية)، والذي ينشر أخبارا مغلوطة ومغرضة تسعى إلى إثارة الفتنة في الجزائر وضرب استقرار البلاد، وهو الموقع الذي لقي استهجانا كبيرا بين مستخدمي شبكة التواصل الاجتماعي (الفايسبوك) في الجزائر، والذين رفضوا أن يتاجر مشبوهون بمشاكلهم· وقد سارعت صفحة (جيش جبهة التحرير الوطني الفايس بوكي الجزائري) إلى فضح هذا الموقع من خلال الكشف بأن منشأ هذا الموقع المشبوه هو مدينة كاليفورنيا بالولايات المتّحدة الأمريكية، وأن أصحاب الموقع مغاربة وأمريكيون، ليجهض شباب الجزائر بذلك محاولة أخرى (للتخلاط) في بلادهم، رافضين أن تكون مشاكلهم مهما بلغ حجمها وسيلة لهدم بلادهم وضرب استقرارها وإدخالها في غياهب الفوضى