انتهى مونديال 2010 بتتويج المنتخب الإسباني وحلول المنتخب الهولندي في المركز الثاني قبل ألمانيا في الثالث ثم الأوروجواي في الرابع، وقد غاب عن المربع الذهبي عن المربع الذهبي منتخبات كبيرة كان يُتوقع منها مستويات رائعة أبرزها إيطاليا وإنجلتراوفرنسا. منتخبات عديدة فاجأت العالم بأدائها المميز وأبرزهم الأوروجواي والمكسيكواليابان وتشيلي ولكن حديثنا اليوم عن تلك التي فاجأت العالم بمستواها المتواضع ونتائجها السلبية وسنستعرض معكم المنتخبات ال9 الأسوأ في ذلك الجانب ونبدأ بالأقل سوءًا ونختم بالأشد ... كوريا الشمالية: بداية رائعة أعقبها انهيار تاريخي المنتخب الكوري الشمالي شارك للمرة الثانية في مونديال 2010 بعدما أحدثت مشاركته الأولى ضجة كبيرة حين تفوق على المنتخب الإيطالي وكاد أن يكرر ذلك أمام البرتغاليين قبل أن يهزمه أوزيبيو في الشوط الثاني، وقد خاض الفريق مشوارًا رائعًا في التصفيات المؤهلة للبطولة وصعد على حساب منتخبات قوية أبرزها السعودية مما جعل البعض يتوقع منه أداءًا إيجابيًا خاصة مع التصريحات التي صدرت من عدد من لاعبيه بجانب مدرب الفريق حول الرغبة في تقديم مونديال قوي ودخول تحدي مباشر مع المنتخب البرازيلي. البداية كانت رائعة للغاية خاصة ال45 دقيقة الأولى في البطولة وقد صمد خلالها الفريق وحافظ على التعادل السلبي مع البرازيل قبل أن يتراجع في الشوط الثاني ويخسر 2-1، بعد المباراة زادت فرص الفريق وتحسن كثيرًا أسلوب الحديث عنه ولكن المفاجأة الصارخة جاءت بسقوطه المدوي والتاريخي ب7 أهداف دون مقابل أمام المنتخب البرتغالي قبل أن يؤكد مستواه الضعيف بالخسارة أمام كوت ديفوار بثلاثية نظيفة ليتحول الحلم الجميل الى كابوس مزعج وتُكتب الخاتمة السلبية جدًا لبداية رائعة للغاية. البرازيل: فقدت الأداء الجميل وفشلت في تحقيق المطلوب صحيح أن المنتخب البرازيلي خرج من دور ال8 وصحيح أنه تصدر مجموعته التي وصفت بأنها مجموعة الموت لأنها ضمت بجانبه البرتغال وكوت ديفوار وكوريا الشمالية وصحيح أنه قدم مباراة جيدة جدًا أمام تشيلي في دور ال16، ولكنه يبقى منتخب خيب آمال جماهيره العريضة .. أولًا بالأداء الدفاعي التكتيكي الخالي من أي مهارات أو أداء هجومي جميل وثانيًا بالخسارة أمام المنتخب الهولندي في مباراة دور ال8 والخروج من البطولة بعدما كانت الأمل لحصد النجمة السادسة. المتهم الأول في تراجع الأداء البرازيلي هو المدرب كارلوس دونجا الذي فرض على الفريق أسلوبًا تكتيكيًا دفاعيًا يعتمد على مفردات كالضغط والتكتل الدفاعي والهجمة المرتدة وهي مفردات غريبة على الكرة البرازيلية التي اعتادت التعامل مع كلمات الهجوم والمهارة والسرعة والاختراق الجماعي، كما يُحسب على المدرب اعتماده على أسماء بعيدة عن مستواها وتركه لأخرى كانت قادرة على تقديم الإضافة وأبرزها رونالدينهو وباتو وموتا. الأرجنتين: آمال كبيرة.. لكن النتيجة كابوس ميسي، تيفيز، أجويرو، ميليتو، ماسكيرانو وغيرهم مع المدرب مارادونا .... مجموعة رآها الكثيرون الفريق المثالي القادر على اضافة النجمة الثالثة لقميص المنتخب الأرجنتيني بما تمتلكه من قدرات فردية هائلة ورغبة عارمة في تحقيق الإنجاز، وقد تأمل الكثير خيرًا بعد الدور الأول الممتاز وحصاد 9 نقاط من 3 انتصارات صاحبها أداء جيد جدًا على الأقل، لكن الأحلام بدأت تتراجع بعد مباراة المكسيك في دور ال16 حتى فاق الجميع على الكارثة والفضيحة المتمثلة بالخروج أمام الأرجنتين بعد الخسارة 4-0. الاتهامات طالت الجميع بعد ذلك الكابوس وإن كان أكثرها قد اتجهت نحو المدرب "مارادونا" وخياراته الخاطئة خاصة في الخط الخلفي وتركه للثنائي زانيتي وكامبياسو، ولكن البعض رآى أن المدرب فعل ما عليه ولكن تراجع مستوى بعض النجوم وخاصة ميسي كان له أكبر الأثر على الظهور بهذا المستوى والبعض رآى أن المنتخب الألماني كان قوي بما يكفي للاطاحة براقصي التانجو ..... كلها أسباب لكن النهاية أن أحلام الشعب الأرجنتيني تأجلت الى مونديال 2014. الدانمارك: ممثلة أوروبا أصيبت بالفيروس الآسيوي لا يُعد المنتخب الدانماركي من المنتخبات الكبيرة في أوروبا خاصة في السنوات الأخيرة وبعد نهاية الجيل الذهبي الفائز ببطولة يورو 1992، ولكن مشوار الفريق في تصفيات مونديال 2010 وتصدره مجموعته على حساب منتخبات قوية كالبرتغال والسويد جعل الجميع يتوقع منه مستوى مميز أو على الأقل الصعود للدور الثاني، ولكن ما حدث كان كارثيًا حيث خرج الفريق من الدور الأول بعد فشله في تخطي المنتخب الياباني في مباراة فاصلة كانت في الجولة الأخيرة للدور الأول. بداية الدانمارك كانت عادية بالخسارة أمام هولندا ثم كانت الخطوة الإيجابية بالفوز على الكاميرون بعد مباراة جميلة ومثيرة ولكن الختام كان سلبيًا للغاية بعدما أصيب الفريق بالفيروس الياباني الذي قضى على أحلام الاسكندنافيين وأعادهم للبيت مبكرًا، البعض يؤكد أنه لم يكن في الإمكان أفضل مما كان والبعض يُعدد أسباب الفشل ويحاول البحث عن حلول ولكن كل ذلك تم تأجيله للبطولة القادمة. الكاميرون: كالعادة، تمخض الجبل فولد فأرًا صراحة لا أعلم لم تُبنى الآمال ويعلو سقف التوقعات من مشاركة المنتخب الكاميروني في بطولات كأس العالم، وهو لم يحقق شيء يذكر بعيدًا عن المشاركة التاريخية في مونديال 1990 ... نفس هذا الأمر تكرر قبل مونديال 2010 وتوقع الجميع الكثير والكثير من زملاء صامويل إيتو المتوج بالثلاثية التاريخية مع الإنتر الإيطالي ولكن وكالعادة .. جاءت النتائج سلبية وخرج الفريق من الدور الأول للبطولة مثلما كان الحال في 4 مشاركات من ال5 التي شارك خلالها في البطولة العالمية. الفريق الكاميروني تأهل بصعوبة للمونديال وعانى من مشاكل كثيرة قبل البطولة ولكن رغم هذا كانت التوقعات كبيرة ولهذا كانت الصدمة قوية بعد النتائج السلبية للغاية والفشل في تحقيق أي انتصار خلال مباريات الفريق ال3 رغم أنها كانت أمام فرق رآى البعض أنها في المتناول خاصة اليابان والدانمرك، لهذا طالت الاتهامات المدرب بول ليجوين بشكلٍ رئيسي حتى من داخل الفريق نفسه وقد انتقد الجميع طريقة ادارته للمباريات والتشكيل الأساسي الذي خاض به المباريات ..... ولكن وبرأيي المتواضع أن منتخب الكاميرون لا يستحق كل تلك الثقة التي يمنحها له مشجعوه لأنه أظهر كثيرًا أنه ليس أهلًا لها. صربيا: قدرات فردية هائلة وأداء جماعي متواضع غريب أمر ذلك المنتخب الذي يضم مجموعة من أفضل لاعبي العالم وفي كل الخطوط تقريبًا، كولاروف وفيديتش وإيفانوفيتش وستانكوفيتش وكراسيتش ويوفانوفيتش هم مجموعة من نجوم المنتخب الصربي الذي كان يُتوقع منه الكثير والكثير ولكنه سجل مشاركة مُخيبة للغاية تمثلت في خسارتين أمام غانا وأستراليا وفوز وحيد كان على المنتخب الألماني والنتيجة خروجه من الدور الأول. الصرب يمتلكون فريقًا ذهبيًا من حيث القدرات الفردية ولكنه فاشل جدًا فيما يتعلق بالأداء الجماعي والانسجام التكتيكي وقد يكون السبب هو المدرب أو تشتت تركيز اللاعبين خاصة أن الكثير منهم كان مرتبط بأخبار كثيرة في الميركاتو وقد يكون ذلك ضعف فترة الإعداد .... تعددت الأسباب لكن في النهاية كان الفشل هو النتيجة الأكيدة والتي تحتاج لدراسة تفصيلية من اتحاد الكرة الصربي لأن الجيل الحالي جيل يستحق سجل أفضل في البطولات الكبيرة. إنجلترا: مجهود عامين ضاع في الهواء قالها فابيو كابيلو المدير الفني للمنتخب "مجهود عامين ضاع في الهواء"، وهو كذلك بالفعل لأن الإنجليز ومنذ التعاقد مع الداهية الإيطالي وهم يُخططون للفوز بلقب المونديال وهم يحلمون بطريقة الاحتفال بالنجمة الثانية ولكنهم فاقوا على صدمات متتالية كان آخرها وأشدها قوة الخسارة برباعية أمام الألمان. أسباب خروج المنتخب الإنجليزي كثيرة وعديدة ولا يتحملها طرف واحد، فهناك المدرب الذي لم يصل للخلطة السحرية للفريق وهناك اللاعبون الذين تراجع مستواهم بقوة خلال البطولة وهناك نظام الدوري الإنجليزي المتعب والمرهق جدًا للاعبين وهناك غياب حارس المرمى الكفء وهناك الأهم وهو العلاقة بين اللاعبين والتي توترت كثيرًا بفضل المشاكل التي دخل بها اللاعبون وخاصة قضية جون تيري وخيانته لصديقه وزميله بريدج، تلك القضية التي أحدثت شرخًا مهمًا بين اللاعبين ساهم بقوة فيما حدث للمنتخب في القارة السمراء. فرنسا: ليت هنري لم يفعلها هي فرنسا، ورغم كل المشاكل ورغم توقعات الكثيرين بعدم تقديمها لمونديال قوي إلا أن التوقعات لم تنخفض الى حد الخروج من الدور الأول ودون احراز أي فوز بل ومشاكل كثيرة داخل معسكر الفريق وصلت الى طرد أحد اللاعبين واضراب البقية تضامنًا معه وتصريحات عنيفة متبادلة هنا وهناك، أحداث تجعلنا نؤكد أنها المشاركة الأسوأ في تاريخ الكرة الفرنسية وكما قال النجم زين الدين زيدان "سيظل العالم يذكر من مونديال 2010 البطل وما حدث في المعسكر الفرنسي". الأسباب هنا لا تحتاج الكثير من الحديث، لأن المسؤول الأول والأبرز هو المدرب ريمون دومينيك والذي أكد البعض فشله قبل بداية البطولة واندهش تمامًا من اصرار الاتحاد الفرنسي على التمسك به رغم الفشل الذريع في يورو 2008، دومينيك ارتكب كوارث في حق الجمهور الفرنسي أبرزها ترك العديد من النجوم في بيوتهم وخاصة أصحاب الأصل العربي مثل بن زيما ونصري وبن عرفة وكذلك نجوم الكالتشيو وأبرزهم مكسيس وفلاميني ومينيز، هذا بجانب التشكيل الخاطئ والإدارة السلبية والأهم عدم السيطرة على معسكر اللاعبين والدخول في مشاحنات مع اللاعبين مما انعكس سلبًا على الأداء .... هي مشاركة سلبية للغاية وهي الأسوأ بالفعل للكرة الفرنسية حتى جعلت البعض يتمنى لو لم يلمس تيري هنري الكرة بيده وترك بطاقة التأهل لمنتخب إيرلندا كي يسافر الى جنوب إفريقيا ويُجنب الكرة الفرنسة مثل تلك المشاركة. إيطاليا: ليبي جلب الكأس وكذلك جلب الفضيحة جميع مشجعي الكرة الإيطالية توقعوا مشاركة عادية للمنتخب الإيطالي - حامل اللقب - في مونديال 2010 نظرًا لتراجع مستوى اللاعبين وتراجع مستوى الكرة الإيطالية بشكل عام وقرارات مارتشيلو ليبي السلبية للغاية خاصة فيما يتعلق باختيارات اللاعبين وترك نجوم أبرزهم كاسانو وميكولي في البيت ... كل تلك الأسباب كانت تُوحي بمشاركة عادية لكن ذلك الوصف "عادية" لا ينطبق أبدًا أبدًا أبدًا على ما حدث في جنوب إفريقيا، بل ما حدث يُوصف بالفضيحة لأن خروج الآدزوري من الدور الأول متذيلًا لمجموعة ضمت معه باراجواي ونيوزلندا وسلوفاكيا أمر لا يُوصف سوى بالفضيحة والكارثة والصدمة. كما قلنا الأسباب التي تؤدي لمشاركة عادية كثيرة ولو خرج الآدزوري من الدور الثاني أو الثالث أو أمام أحد المنتخبات القوية لما كان مادة دسمة للسخرية والانتقادات اللاذعة ولتقبل الجميع الأمر، لكن الخروج من الدور الأول لا يتحمل مسؤوليته سوى المدرب "ليبي" الذي أضاف بيده نقطة سوداء كبيرة لملفه الأبيض مع المنتخب الوطني وذلك عبر اقحام أموره وحساباته الشخصية في اختيارات المنتخب المشارك في المونديال وكذلك أخطاءه الكثيرة في ادارة المباريات واختيار التشكيل الأساسي والأهم التعامل الذهني والنفسي مع اللاعبين، لأن إيطاليا تمتلك 11 لاعب قادرون على هزيمة نيوزلندا وسلوفاكيا وهذا ما لم يحدث في جنوب إفريقيا نتيجة كل الأخطاء السابقة من ليبي. إعداد: أ. تامر