على الرغم من أن معرض القاهرة الدولي للكتاب، بمصر عبر أكثر من أربعة عقود كان يحافظ على دورية انعقاده كل عام، إلا أنه في العام الماضي لم يتم انعقاده بفعل تداعيات ثورة 25 يناير، مما أدى إلى عدم افتتاح الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك له كما كان مقررًا، وظل يتم ترحيل هذه الدورة إلى أن تم إرجاؤها للعام الجاري، وعلى الرغم من كل النداءات بعدم انعقاد دورته هذا العام أو تأجيلها، إلا أنه قد وقع الحرص على انعقاده في موعده المحدد من شهر جانفي كل عام· وكما كانت الثورة وتداعياتها سببًا في إرجاء واحد من أكبر معارض الكتب الدولية، فستكون معينًا لكافة فعاليات المعرض، حيث ستلون المعرض بكل فعالياته المختلفة، وهو المعرض الذي سينطلق يوم 23 جانفي الجاري، وحتى 7 فيفري المقبل· ولتأكيد دور الثورة، فقد حرصت مصر الثورة على استضافة تونس الثورة، بما يعني التمازج بين الثورتين، ليكون المشترك بينهما هو معرض الكتاب، لتُعقد دورته الثالثة والأربعون التي لفظت مبارك كما لفظه الشعب المصري، وأبت أن يحتفل بها حسني مبارك، أو أن يقوم بافتتاحها في العام الماضي، لتحتفل هي بذكرى الثورة، برفقة تلك الثورة الرائدة في تونس· ولكوْن هناك تهديدات من جانب بعض القوى الليبرالية باستثمار المعرض للتظاهر فيه لإسقاط المجلس العسكري، وما تسرب عن إجراء أعمال تخريب في المعرض، فقد تقرر إغلاق المعرض يومي 25 و 26 جانفي، ليعاود استئناف نشاطه مرة أخرى يوم 27 جانفي، في الوقت الذي سيشارك بالمعرض 745 ناشرًا، يمثلون 29 دولة، منها 17 دولة عربية و12 دولة أجنبية، على أن يتم تخصيص جائزة لأفضل عشرة كتب صدرت في 2011 قيمتها 10 آلاف جنيه لكل من: الرواية، القصة القصيرة، أفضل كتاب علمي، وتراثي، وسياسي، والعلوم الاجتماعية، والفنون· المعرض يقام تحت عنوان: (عام على ثورة 25 يناير)، ويناقش المبدعون العرب تحت هذا العنوان أبرز وأهم القضايا المطروحة على الساحة، في الوقت الذي تعهد فيه مسؤولو وزارة الثقافة المصرية بتمثيل جميع التيارات، من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار، لتكون حاضرة بالمعرض· ويحرص المعرض هذا العام على أن يكون التمثيل العربي هو الغالب، احتفالًا من معرض القاهرة للكتاب بربيع الثورات العربية، لتتلون كل فعاليات المعرض بالثورات التي شهدتها بعض البلاد العربية· وعبر هذا العنوان تتمحور عناوين أخرى فرعية، نحو: (شهادات ميادين التحرير)، والتي سيحضرها أبرز الشخصيات السياسية والثقافية والفنية، لتخرج هذه الفعاليات معبرة عن ثورتي 25 والياسمين، خاصة وأن هناك حالة ترقب من الدول العربية لإنجاح هذا الحدث الثقافي، فالمعرض سيعد رسالة للعالم بنجاح الثورة المصرية، والتأكيد على استقرار مصر· المعرض تشارك فيه 17 دوله عربية، علاوة على 12 دولة أجنبية، في الوقت الذي يشارك فيه قرابة 745 ناشرًا، منهم 32 ناشرًا أجنبيًا، و215 ناشرًا عربيًا، علاوة على 498 ناشرًا مصريًا، بجانب سور الأزبكية (93 كشك)· وتتضمن الفعاليات مئوية العميد، وتتناول ثورات مصر في إبداع نجيب محفوظ، في الوقت الذي سيتم الاحتفال بمائة عام على ميلاده، والاحتفال بنحو 150 عام على ميلاد جورجي زيدان، والاحتفال بمرور مائة عام على رحيل أحمد عرابي، واعتبارها ثورة لم تكتمل، بجانب الاحتفال بمرور 50 عامًا على رحيل بيرم التونسي، ومرور مائة عام على رحيل فتحي رضوان·