افتتح وزير الثقافة المصري شاكر عبد الحميد ونظيره التونسي سيد محمد عبداللطيف الأحد فعاليات الدورة الثالثة والأربعين لمعرض القاهرة الدولي للكتاب الذي تنظمه الهيئة المصرية العامة للكتاب للمرة الأولى بعد ثورة 25 يناير. وقد حضر حفل الافتتاح عدد كبير من مسؤولي وزارة الثقافة المصرية والوفد التونسي ضيف شرف المعرض في هذه الدورة التي يشارك فيها 745 ناشرا من 29 دولة عربية وأجنبية. وكانت الهيئة العامة للكتاب ألغت انعقاد المعرض العام الماضي لتزامنه مع انطلاقة أحداث ثورة 25 يناير. وقال رئيس الهيئة أحمد مجاهد إن غالبية المشاركين من مصر "ويصل عددهم إلى 498 ناشرا، يتبعهم 215 ناشراً عربياً من 16 دولة عربية و32 ناشراً من 12 دولة أجنبية". والدول المشاركة من العالم العربي الى جانب مصر هي سوريا ولبنان وفلسطين والاردن والعراق والمغرب والجزائر وليبيا والسودان والامارات العربية المتحدة والسعودية والبحرين والكويت وسلطنة عمان واليمن وقطر وتونس.أما الدول الأجنبية المشاركة فهي تركيا والصين وروسيا والهند واليونان وبريطانيا وإيطاليا وألمانيا واسبانيا وبولندا والدنمارك والولايات المتحدة. وتحتفي هذه الدورة بثورات الربيع العربي في نشاطاتها الثقافية المختلفة. وقد اختيرت تونس لتحل ضيف شرف في هذه الدورة إذ انطلقت منها الشرارة التي أشعلت ثورات الربيع العربي. والمحور الأساسي للبرنامج الثقافي في المعرض يأتي تحت عنوان "عام على ثورة يناير"، ويتضمن مشاركات من الدول العربية. وأوضح محمد رشاد رئيس اتحاد الناشرين العرب أن المعرض هذا العام كرّس العديد من الندوات الثقافية عن ثورة يناير منها ندوات عن الرأسمالية العالمية والثورات العربية والسياسات الثقافية بعد الثورة والعلاقات المصرية - الإفريقية بعد الثورة وبرلمانات الربيع العربي، ودور الفكاهة والسخرية في الثورة. وأضاف رشاد: إن عدد الدول المشاركة في المعرض وصل إلى 29 دولة منها 17 دولة عربية و12 دولة أجنبية وعدد الناشرين 745 منهم 32 ناشراً أجنبيّاً و215 ناشراً عربيّاً و498 ناشراً مصريّاً. وأشار أحمد مجاهد رئيس الهيئة العامة للكتاب إلى أن تونس هي ضيف الشرف وسوف يستضيف المعرض 65 تونسية وسيكون لهم جناح خاص داخل المعرض بالإضافة إلى الأنشطة الثقافية والفنية. وأضاف مجاهد: إن معرض هذا العام مختلف عن كل السنوات السابقة لأنه سيُقام فيه لأول مرّة معرض لفناني الثورة ومعرض للفنون التشكيلية، كما ستُقام احتفاليات خاصة منها احتفالية بمئوية نجيب محفوظ وصالح جودت ومائة عام على رحيل أحمد عرابي ورحيل الكاتب السياسي فتحي رضوان وخمسون عاماً على رحيل بيرم التونسي. كما يستضيف المعرض مفكرين وأدباء وفنانين من كل الاتجاهات السياسية والفكرية والدينية منهم طارق البشري والسيد ياسين وجلال أمين وحازم الببلاوي وعلي مبروك ووحيد عبدالمجيد وحسن حنفي وغيرهم من الكتاب والمفكرين المصريين والعرب. ويقدم المعرض مجموعة من النشاطات الثقافية التي تقام للمرة الأولى ضمن فعاليات المعرض، مثل انشاء مخيم لابداع الأطفال ومعرض للفنون التشكيلية بالتعاون مع ائتلاف فناني الثورة الى جانب احتفاليات بمناسبة مرور مئة عام على ميلاد الروائي المصري الراحل نجيب محفوظ الحائز على جائزة نوبل للاداب في العام 1988. ويتضمن المعرض محاور عدة منها "كاتب وكتاب" الذي سيناقش الأعمال الفكرية والإبداعية ومحور "المقهى الثقافي.. شهادات من ميادين التحرير المصرية"، بالإضافة إلى محور "مخيم الابداع" الذي يركز على الرواية المصرية وشهادات روائية بين جيل الرواد والجيل الجديد الى جانب أمسيات شعرية لمصريين وعرب. كذلك ستقام 13 طاولة مستديرة تناقش قضايا سياسية واجتماعية. وللمرة الأولى في تاريخه سيقدم المعرض جائزة لافضل 10 إصدارات لعام 2011 وتشمل مجالات الرواية والقصة والشعر والكتابة العلمية والتراثية والسياسية وقيمة كل جائزة 10 آلاف جنيه مصري (1800 دولار). وعلى هامش المعرض قال وزير الثقافة التونسي مهدي مبروك في تصريحات لصحيفة "اليوم السابع" المصرية إن فرحة الشعب التونسي بثورته وهروب "بن علي" ظلت منقوصة ولم تكتمل حتى سقوط رمز الديكتاتورية مبارك. جاء ذلك عقب انتهائه من جولته في افتتاح معرض القاهرة الدولي للكتاب وحفل تدشين تونس ضيف شرف للمعرض. وفي سياق متصل عبر الدكتور شاكر عبد الحميد عن أمنيته بأن تكون ثورة مصر وليبيا وتونس نواة لاتحاد عربى حقيقى، قائم على الأسس والمبادئ الديمقراطية والشفافية والمصالح المشتركة والمصير الواحد، بدلا من وحدة الشعارات في الزمن البائد.