يشكل سرطان الثدي في الجزائر، واحدا من أكثر أنواع السرطانات انتشارا، حيث تقول الإحصائيات إنه قد تضاعف ب5 مرات في أقل من عشرين سنة، ما يجعله على رأس قائمة السرطانات المنتشرة بالجزائر، بتسجيل إصابة 7 آلاف حالة جديدة سنويا ضمن 35 ألف حالة جديدة تخص كافة الأمراض، وهو يتسبب في وفاة 3500 حالة سنويا، ما جعل الدولة وغيرها من فعاليات المجتمع المدني، تبادر إلى إطلاق العديد من حملات التحسيس والتوعية وسط النساء الجزائريات، وكذا حملات الكشف المبكر التي من شأنها كشف الإصابة وعلاجها قبل انتشار المرض واستفحاله، حيث أن العلاج يكون ناجعا وفعالا كلما كان اكتشاف الإصابة مبكرا، كما أن وعي الجزائريات حول هذا المرض الخطير قد ازداد بشكل ملفت للانتباه، ودفع الكثيرات منهن إلى البحث عن الطرق والسبل الكفيلة لأجل الوقاية منه، لاسيما ما يتعلق باتباع نظام غذائي صحي ومتوازن بعيد عن الدهون، خاصة الدهون الحيوانية التي تزيد من خطر الإصابة، وكذلك الأطعمة المقلية، مع اللجوء إلى الخضروات والفواكه والمكسرات والحبوب التي تحتوي على مركبات تحمي الخلايا من التلف وتمنع نمو السرطان، حيث أن النساء التي تأكل خضروات وفاكهة أكثر هن أقل عرضة للإصابة بالسرطان، بالإضافة إلى تناول زيت الزيتون، وطهي الطعام بزيت الزيتون الصافي، وتناول الشاي الأخضر الذي يحتوي على نصف الكافيين الموجود في القهوة الذي يحارب الخلايا التي تسبب سرطان الثدي· فيما أنه من شروط الغذاء الصحي المتوازن، الذي يمكن أن يحمي من سرطان الثدي، الابتعاد عن الدهون وخاصة الدهون الحيوانية التي تزيد من خطر الإصابة بسرطان الثدي، لأنها تحتوي على مواد كيميائية تساعد البكتيريا على تحويل هرمون الإستروجين إلى أورام سرطانية، كما تعد الأطعمة المقلية من العوامل الهامة في الإصابة بالسرطان والبدانة، وهو أمر معروف، مادام أن البدانة ترتبط كذلك بعدد من الأمراض كالسكري مثلا· والجدير بالذكر أن ممارسة التمارين الرياضية يوميا من الأمور الهامة في الوقاية من سرطان الثدي لذلك يجب على الزوجة أو الفتاة ممارسة التمارين الرياضية على الأقل ساعة واحدة ثلاث مرات أسبوعيا على الأقل، ومثلما سبقت الإشارة إليه، فإن كثيرا من السيدات الجزائريات، لا سيما المتعلمات والمثقفات، صرن يدركن يوما بعد آخر، أن سرطان الثدي، مرض يتربص بهن في كل مكان، نتيجة عوامل كثيرة ومختلفة، وبالتالي فإن عليهن مواجهته بكافة الوسائل والطرق، ولعل اتباع نظام غذائي سليم، والمحافظة على وزن مثالي، والابتعاد قدر الإمكان عن الأغذية غير الصحية المنتشرة عبر محطات الأكل السريع، أو الأغذية الجاهزة، والمعلبة وغيرها، بإمكانه على الأقل أن يقلل حدة الإصابة بهذا المرض القاتل في بلادنا، مع ضرورة الانتباه إلى إجراء فحوصات الكشف الدورية لا سيما بعد سن الأربعين، فيما يمكن اعتباره بالمفاتيح السحرية والأساسية لمواجهة مرض سرطان الثدي وغيره من أنواع السرطانات الأخرى·