شهدت المصالح الإدارية بالعاصمة خلال هذا الأسبوع تسجيل عدة غيابات للموظفين بسبب الإضرابات الجوية التي اجتاحت مختلف مناطق الوطن منذ نهاية الأسبوع الماضي، فقد قصد أغلب هؤلاء الموظفين مناطقهم الأصلية خارج العاصمة من أجل تمضية احتفالات المولد النبوي بين الأهل والعائلة، إلا أنهم وجدوا أنفسهم محاصرين في هذه المناطق بسبب الثلوج التي قطعت اغلب الطرق الوطنية الرابطة ببعض الولايات ومن بينها العاصمة ولذلك فقد أجبروا على المكوث في هذه المناطق إلى غاية أن تقوم المصالح المعنية بفك الحصار والعزلة عنها، وبذلك فإن بعض مكاتب المصالح الإدارية وأغلب المؤسسات العمومية شهدت فراغا واضحا، وبالتالي فإن الخدمة العمومية تناقصت هي الأخرى فتجمدت وتأجلت أغلب المعاملات والنشاطات الإدارية بسبب غياب المختصين بها إلى أجل غير مسمى، إلا أن بعض المواطنين العارفين بخبايا المصالح الإدارية يؤكدون أن الموظفين الغائبين عن مكاتبهم فعلوا ذلك عن عمد بسبب موجة البرد وهم الآن في بيوتهم ينعمون بالدفء إلى غاية تحسن الأحوال الجوية، وفي ظل ذلك تعطلت وتأجلت كل المصالح الإدارية بسبب غياب المسؤولية المهنية لدى بعض الموظفين·· ..وسكان البيوت الهشة يعانون الأمرين سكن البرد البيوت الهشة بالعاصمة خلال هذا الأسبوع ولا يريد مفارقتها، والأمطار هي الأخرى وجدت منفذا للدخول عبر الأسقف الهشة وتحت الأبواب المتهدمة شكلت برك الأمطار جسرا لا بد من الغرق فيه للخروج من هذه البيوت·· وفيما تنعم بعض العائلات الميسورة بالدفء والفرح بهطول الثلج بعد سنوات طويلة على العاصمة، تواجه أغلب العائلات الساكنة بالبيوت الهشة والقصديرية بمختلف أحياء العاصمة الموت بالبرد كل يوم مع تواصل تساقط الأمطار والانخفاض الكبير في درجات الحرارة، فأكبر ضحية كانت من فئات كبار السن والأطفال الذين عانوا كثيرا بسبب انعدام وسائل التدفئة لعدم القدرة المادية على اقتناء مثل هذه الوسائل ولا القدرة على السعي لترميم مساكنهم الهشة لمواجهة هذه الموجة من البرد، وفي ظل تماطل السلطات من خلال إنقاذهم من الزمهرير وإعادة إسكانهم كما وعدوا بذلك بل حتى الذين وردت أسماؤهم من بين المستفيدين من قوائم السكن الاجتماعي خلال الأشهر الماضية هم كذلك أجبروا على معايشة هذه الظروف في سكناتهم القديمة بسبب تأخر تسليمهم لمفاتيح السكنات الجديدة·· الخطير في الأمر أن بعض العائلات أجبرت على الخروج من منازلها بعد أن ضاقت بها بسبب سيول الأمطار التي تسربت إلى الداخل وتسببت في جرف بعض الأثاث المنزلي وإتلاف بعض الحاجيات الخاصة بهؤلاء الأفراد، فكان الشارع أرحم من هذه البيوت الهشة·· وأكثر الحالات المأساوية هي التي بقيت في الخفاء ولم يصرح بها المواطنون نتيجة سياسية التماطل والوعود الكاذبة التي ملوا من سماعها من طرف هذه السلطات فقاموا لوحدهم وببعض التكافل مع جيرانهم بإخراج السيول من بيوتهم وترميم ما يمكن ترميمه تحت هذا المطر الغزير· ومما زاد الطينة بلة خلال هذه الظروف القاسية والاستثنائية التي يعيشها سكان البيوت الهشة والقصديرية بمختلف مناطق العاصمة هو عدم امتلاكهم لأبسط وسائل التدفئة داخل بيوتهم، بسبب قلة دخلهم وبالتالي فهم يلجئون إلى استعمال قارورات الغاز التي تتسبب في أغلب الأحيان في اختناق الأشخاص خاصة إذا انعدمت التهوية داخل هذه البيوت، إلا أنه وحتى هذه الوسيلة البسيطة انقرضت خلال هذه الأيام بسبب نقص التزويد بها بعدما انقطعت أغلب الطرقات بسبب الثلوج وفي انقطاع آخر وشبه يومي للتيار الكهربائي فإن السكان يعلنون قطع علاقتهم بالسلطات المحلية التي تركتهم عرضة للموت بردا دون أن تحرك ساكنا··