الجو المعتدل الذي عرفه الطقس خلال شهر جانفي الفارط واستقرار درجات الحرارة جعل تجار الملابس يخفضون سعر بعض المقتنيات الشتوية كالمعاطف والأحذية وانخفضت حتى المستوردة منها التي كانت تعرف ارتفاعا في السعر في أوائل الشتاء، وعلقت قصاصات (الصولد) على واجهات تلك المحلات التي أقبل عليها الزبائن لاغتنام الفرص· إلا أن سوء الأحوال الجوية فوّت الفرصة على الزبائن الآخرين الذين لم يتمتعوا بذلك الانخفاض وما فوّت عليهم الفرصة هي الأمطار والثلوج التي تهاطلت بكميات معتبرة، بحيث سارع أغلب التجار إلى نزع تلك القصاصات والرفع أكثر من تلك المستلزمات الشتوية كالأحذية والمعاطف التي بلغت مستويات تتضاعف عن أسعارها الأولى· ما وقفنا عليه على مستوى بعض محلات بلكور العتيق بحيث وصلت أسعار المعاطف الى 6000 دينار بعد أن انخفضت إلى حدود 3000 دينار، أما الأحذية فحدث ولا حرج ولم تنزل بعض أنواعها عن 3600 دينار وذلك راجع إلى تيقن التجار من إقبال الكل على محلاتهم قصد التزود بتلك المستلزمات التي تقيهم من قر البرد وانخفاض درجات الحراراة إلى ما دون الصفر· اقتربنا من بعض المواطنين من أجل رصد آرائهم حول تلك الممارسات والسلوكات التي أصبحت السمة الغالبة التي تطبع التجار في مثل هذه الظروف وغيرها من المناسبات، قالت الآنسة منال إنها بالفعل أقدمت تزامنا مع تساقط الأمطار على شراء حذاء شتوي وبعد أن أعلن صاحب المحل عن الثمن وحدده ب1500 دينار عن طريق قصاصة ألصقها على زجاج المحل، وما إن وطأت قدماها المحل حتى أخبرها أن السعر لا يخص الأحذية الشتوية بل يتعلق بالأحذية المفتوحة التي تلائم أكثر موسم الربيع واعتدال الحراراة وعقدت لسانها لما أخبرها أن سعر الحذاء الذي نال إعجابها هو 3600 دينار مما أدى بها إلى الفرار فورا من المحل· المعاطف هي الأخرى عرفت ارتفاعا وراح أغلب التجار إلى نزع تلك القصاصات التي تعبر عن انخفاض أسعارها وانتهزوا فرصة انخفاض درجات الحراراة من أجل إعلان جشعهم اتجاه المواطنين وارتفعت إلى حدود 6000 و7000 دينار في بعض النواحي، بحيث عوض التجار يأسهم الذي كان في الأول بسبب ارتفاع درجة الحرارة في أوائل فصل الشتاء بإلهاب الأسعار بعد التذبذب الذي عرفته أحوال الطقس في الآونة الأخيرة وكانت بمثابة البشرى لهم، بحيث على الرغم من ارتفاع الأسعار االذي عرفته تلك المقتنيات إلا أن شدة البرد وقساوته دفعتهم إلى تلك المحلات دفعا، متغاضين عن تلك الأسعار ما قالته السيدة كلثوم التي وجدناها في محل بالمرادية وكانت تختار حذاء شتويا بحيث بينت أن المواطن ما عساه يفعل في ظل الظروف الجوية المتأزمة، فمن غير الممكن أن يبقى في العراء من دون ملابس كون أن ذلك سيكلفه غاليا ويدفع صحته كثمن لذلك·