تجمع صباح أمس سكان البيوت القصديرية بحي جبل (أبو ليلي) المتواجد بطقارة أمام حيهم، احتجاجا على سياسة التهميش والظلم المفروض عليهم من طرف السلطات المحلية التي رفضت مساعدتهم في قضية إعادة إسكانهم في بيوت لائقة، وقد اقتصر اعتصام السكان عند مدخل حيهم بعدما منعت قوات الأمن العائلات المحتجة من الوصول إلى مفترق الطرق المحاذي لوزارة الدفاع الوطني والمؤدي إلى قصر الحكومة خوفا من انزلاق الأوضاع· إلا أن صرخة هذه العائلات كتمت في مهدها بسبب الإنزال الأمني الكثيف الذي أحاط بالمنطقة حتى قبل بداية الاحتجاج والاعتصام الذي كان سلميا للغاية، فقوات الأمن منعت المحتجين حتى من تعليق لافتة ندائهم الموجه للسلطات، بسبب حساسية المنطقة، فوزارة الدفاع تقابلهم ومن الجهة الأخرى قصر الحكومة، وبدل أن يكون هذا في صالح هؤلاء العائلات التي تقدر بأكثر من 200 عائلة تقطن في هذه البيوت القصديرية منذ أكثر من نصف قرن ما بين الثعابين والجرذان، إلا أن الأمر كان ذا وقع سلبي على هذه العائلات التي حضرت منها نساء وشيوخ وعجائز بلغوا من العمر عتيا، فلا الزمان ولا المكان يسمح بوقوع مثل هذه الاحتجاجات فحتى بلدية الأبيار ودائرة بوزريعة المسؤولتان عن هذه المنطقة بقيتا غائبتين عن الظروف المزرية التي يعيش فيها سكان عين زبوجة وجبل أبو ليلى، ففي كل مرة تكون الوعود بالحلول في أقرب الآجال، إلا أن السنوات تمر ولا وجود لأي بادرة بترحيل أو حتى إجراء تحقيق في المنطقة ومساعدة العائلات على ترميم بيوتها التي تتساقط أجزاؤها كل يوم وهذا فعلا ما حدث خلال التقلبات الجوية الأخيرة التي تسببت في وقوع الكثير من الأشجار وانزلاق التربة على العديد من البيوت التي غرقت في الأمطار مما دفع البعض إلى الخروج منها إلى الشارع أو إلى أي مكان آخر فالخطر كان شديدا لا يمكن دفعه··