برمجت أمس محكمة جنايات العاصمة ملف شرطي بالأمن الحضري لدائرة أمن الشرافة قام بتسريب وثائق تخصّ مختلف نشاطات الشرطة، أبرزها تقرير يومي خاص بمراقبة التشكيل الأمني للعاصمة، إلى جانب كشف معلومات يومي متعلّق بنشاطات شرطة مكافحة الإرهاب إلى مسيّر مقهى أنترنت بالعاصمة الذي كان ينشط ضمن الجماعات الإرهابية الناشطة بولاية جيجل بغرض استغلالها لتنفيذ هجومات انتحارية· وحسب ملف المتّهمين تعود وقائع القضية إلى تاريخ 18 ماي 2011، عندما تمّ توقيف المتّهم (ب· رضا) مسيّر نادي أنترنت على مستوى شارع محمد بلوزاد وبحوزته قرص مضغوط يحتوي على صور لمعاقل الجماعات الإرهابية بناحية ولاية جيجل وصور لمجموعة من الإرهابيين ينحدرون من العاصمة، من بينها أربعة صور للمتّهم وهو يرتدي الزيّ الأفغاني ويحمل سلاحا من نوع كلاشينكوف، إلى جانب هاتفين نقّالين وحاسوب محمول. وبعد معاينة هذا الأخير تمّ العثور في القرص الصلب على ملف يحتوي على مجموعة كبيرة من الوثائق تخصّ مختلف نشاطات مصالح الأمن الوطني، وهي مخطّط أمني للعاصمة مؤرّخ في 09 أوت 2008، تقرير خاص بموقع القوّات الأمنية على مستوى أمن دائرة درارية المؤرّخ ب 25 أكتوبر 2008، تقرير يومي خاص بمراقبة التشكيل الأمني وإحصاء نقاط المراقبة البرّية وكشف معلومات يومي خاص بنشاطات شرطة مكافحة الإرهاب· وبعد استجواب المتّهم المتابع بجناية الإشادة بالأعمال الإرهابية صرّح بأنه تحصّل عليها من عند صديقه (ح· محمد) عون نظام عمومي بأمن دائرة الشرافة بعد أن قام بوضع تحت تصرّفه (فلاش ديسك) بغرض إصلاحه واسترجاع معطيات وملفات خاصّة متعلّقة بعمله، وأنه لم يقم بتفحّصها، أمّا بخصوص الصور الفوتوغرافية التي ضبطت في القرص المضغوط والذي يحمل معلومات عن كيفية تنفيذ عمليات تفجيرية بواسطة الهاتف النقّال فقد صرّح بأنه يجهل تماما كيف تمّ نسخها ونقلها إلى مخابئ العناصر الإرهابية المتمركزة بأعالي جيجل، كما تمّ ضبط شهادة انخراط في الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي متعلّقة بالملازم الأوّل (م·ط). أمّا المتهم الثاني وهو عون أمن المتابع بجناية إبلاغ معلومات وتصميمات سرّية إلى علم شخص لاصفة له بالاطّلاع عليها، فقد صرّح خلال استجوابه بأنه فعلا تحصّل على المعلومات المتعلّقة بنشاطات الشرطة أثناء إجرائه تربّصا بأمن بابا أحسن، وأنه قام بنسخها على (فلاش ديسك) في إطار تكوينه المهنيين، غير أن شقيق طلب منه أن يمنحه (الفلاش) من أجل نسخ بحث يتعلّق بتسيير الموارد البشرية، غير أنه فشل في تشغيله فقام بإعطائه لصديقه المتّهم الثاني بغرض إصلاحه واسترجاع المعطيات المدوّنة عليه، وأنه لم يكن يدري أنه ينشط ضمن الجماعات الإرهابية·