اشتكى بعض سكان حي كوسيدار التابع لبليدة العاشور بالعاصمة من التجاوزات والتصرفات غير المسؤولة من طرف شاغلي الشقق الذين يتسببون في تلويث المحيط بسبب مخلفات مواد البناء من الآجر والجبس والإسمنت وغيرها، التي حوّلت الحي إلى مفرغة حقيقية أمام مداخل العمارات بسبب عمليات الترميم والبناء التي تقوم بها بعض العائلات· هذا الأمر أدى إلى تذمر واستياء هؤلاء بسبب الفوضى العارمة التي تسببوا فيها دون مراعاة الحفاظ على نظافة الحي، وما زاد من سخط بعض السكان هو عدم تكليف المعنيين أنفسهم بنقل تلك الأكوام إلى أماكن محددة لرمي النفايات المنزلية بل اكتفوا بركنها أمام مداخل البناية الأمر الذي ساهم بشكل كبير في فوضى وعرقل حركة التنقل بشكل مريح· وأكد عدد من السكان ل(أخبار اليوم) أن الوضع بات هاجسا أرهقهم بكل ماتحمله المعاني من تلك التصرفات غير المسؤولة من المستأجرين للشقق الذين أقدموا على عملية إعادة تهيئة وترميم سكناتهم على حساب راحة بقية السكان الذين استاءوا من ظاهرة الرمي العشوائي لبقايا مواد البناء، والتي حوّلت الحي إلى ديكور من أكوام النفايات وهو ما أجبر تدخل حراس العمارة إلى القيام بنقله إلى مكان مخصص لتجميع مثل هذه النفايات على غرار الإسمنت والمواد المنزلية الصلبة وهذا بطريقة متواصلة حتى يتسنى لهم القضاء على تلك المفرغة التي شوّهت المنظر الخارجي للحي· وفي ذات الصدد أبدى عدد من القاطنين بذات الحي المذكور قلقهم من هؤلاء المستأجرين، ورغم كل التحذيرات والتدابير الردعية ضد هؤلاء المستأجرين إلا أن كل ذلك لم يجد نفعا، مما يجبر السكان على تكليف أعوان الأمن وحراس العمارة برفع مخلفات البناء المذكورة إلى الساحة الداخلية التابعة للمجمع السكني، في انتظار التفاتة من طرف المتسببين في نقلها إلى منطقة خاصة بالردم· وأضاف هؤلاء أن الوضع ازداد سوءا وتدهورا بعد انتشار أكوام معتبرة من المواد الصلبة على غرار الإسمنت والآجر لتكون جبال من هذه البقايا حول المجمع السكني، الذي على إثره اختفت معالم الأرصفة وكذا الطريق الرئيسي، والأمر الذي زاد الطين بلة هو أن مصالح نات كوم لا تقوم برفع النفايات من مخلفات البناء والأشياء الصلبة كونها ليست نفايات منزلية· ولم تنته مشاكل سكان الحي عند هذا الحد فيما يخص تراكم النفايات المنزلية التي حوّلت الحي إلى مفرغة عمومية وهذا بسبب تأخر عمال النظافة في القيام بمهامهم في الوقت المحدد، حيث تتكدس أكياس النفايات أسبوعا كاملا دون أن تتدخل لرفعها مما يؤدي إلى تعفن كل ما بداخلها، وهذا ينجر عنه انتشار الروائح الكريهة، فضلا عن جلب مختلف الحشرات والحيوانات الضالة، وأمام هذه الظروف المزرية التي يتخبط فيها سكان حي كوسيدار ومعاناتهم من الانتشار الملفت للنفايات المنزلية يطالبون بالتدخل العاجل لمصالح البلدية بتكليف عمال النظافة القيام برفعها قبل انتشار الأوبئة والأمراض وسط السكان·