هاجم العلماء بالقاهرة الدعوة التي أطلقتها كنيسة أمريكية لاعتماد ال 11 من سبتمبر يوماً عالمياً لإحراق القرآن،معتبرين هذه الدعوة جزءا لا يتجزأ من مخطط مشبوه تقوده الكنائس الغربية في العالم أجمع ضد الإسلام والمسلمين، وطالبوا بضرورة العمل على إحباط هذه المخططات بشكل سريع حتى لا يتحول العالم إلى ساحة للحرب الدينية، مشددين على ضرورة أن تصنع الأمة لنفسها منهجاً للتفكير ومنهجاً لبناء الإنسان يجعله محصناً ضد ما يفد إليه من أفكار قد يكون بعضها ضاراً أو ضالاً أو يغيّر وجدانه أو يتنافى مع مقومات ثقافته الذاتية ، ومؤكدين أن سبيل التغلب على هذه المشكلات هو إعداد المسلم وتحصينه بثقافة الأمة وخصوصيتها الحضارية التي تمثل البوصلة الحقيقية أمام كل هذه الأمور. واكد د.نصر فريد واصل مفتي مصر الأسبق وعضو مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر أن دعوة كنيسة أمريكية إلى اعتماد ال 11 من سبتمبر يوماً عالمياً لإحراق القرآن يعد جزءاً لا يتجزأ من مخطط موضوع من قبل الكنائس الغربية لتغذية روح العداء في العالم عامة والغرب والولاياتالمتحدةالأمريكية بوجه خاص ضد الإسلام والمسلمين، وهذا المخطط المشبوه للأسف الشديد تقوده الكنيسة الأم في الفاتيكان منذ سنوات وتحديداً منذ تصريحات بابا الفاتيكان بنديكت السادس عشر المعادية للإسلام دينًا وأمة في عام 2005، وما تبعها من إبراز وجه الكنيسة الغربية المعادي للإسلام بدءاً من حملات تخويف الغرب والأمريكيين من الإسلام ووصولاً إلى الحديث الكنسي عن "أسلمة أوروبا" وانتهاء بالدعوة العنصرية الجديدة لإحراق القرآن الكريم في الذكرى العاشرة لأحداث الحادي عشر من سبتمبر2001 ،فالحرب اليوم أصبحت علانية وليست خفية ولكننا جهلنا هذه الحقيقة عن عمد !!!. وحذّر د.واصل من أننا أمام ظاهرة تتنامي وتفرض عدداً من الملاحظات التي تؤكد أننا بصدد وضع شديد الخطورة، أولها أن الأمن العالمي يواجه تحدياً شرساً قد يدفع في لحظة لأسباب ثقافية ودينية إلى فتنة دينية عالمية وربما إلى حرب طائفية ودولية ولا توجد مؤشرات علي أن العالم الغربي يحاول أن يتجنبها بل إنه كل يوم يضع أطراً نظرية تعضد احتمالاتها،وهو ما ظهر في هذه الدعوة الأخيرة والخطيرة التي تقودها جهة من المفترض أنها دينية فبدلا من أن تقود حملة للتقارب بين الأديان خاصة الإسلام تعمل على زيادة روح العداء بين المسيحيين والمسلمين في العالم، محاولين تجاهل حقائق القرآن الكريم التي تدعو للتسامح مع الآخر في كل وقت وحين، ويجب علينا كمسلمين في كل مكان أن نأخذ كافة الاحتياطات لردع هذا المخطط وما يأتي على شاكلته حتى لا يتحول العالم إلى ساحة للحروب الدينية المدمرة،وعلى الحكومات الإسلامية أن تسارع بتقديم احتجاجات رسمية للولايات المتحدةالأمريكية حتى تقوم بمنع هذا المخطط قبل حدوثه لأن تداعياته قد تكون خطيرة، ويجب أن تكف الكنيسة عن هذا العبث العقائدي التي تمارسه وتعود إلى دورها الحقيقي في تنمية روح التسامح الديني وشيوع روح الإخاء بين أهل الأديان كما تدعو إليها مبادئ هذه الأديان السماوية حتى يستعيد العالم توازنه وتعود روح السلام الإنساني للبشرية جمعاء. ومن جانبه يقول د.عبد المعطي بيومي العميد الأسبق لكلية أصول الدين جامعة الأزهر ومقرر لجنة العقيدة بمجمع البحوث الإسلامية أن هذه الدعوة التي تدعو إليها الكنيسة الأمريكية لحرق القرآن الكريم جزء لا يتجزأ من مخطط يتم تنفيذه لمحاصرة الإسلام والمسلمين داخل وخارج الولاياتالمتحدة ،وإن الخوف من الإسلام وسوء الظن به والربط بينه أحياناً وبين العنف والإرهاب مشكلة قديمة متجددة، لكنها كانت ولازالت تراود نفوس المتربصين بالإسلام في الغرب عامة والولاياتالمتحدةالأمريكية خاصة,وإذا كان هناك بعض المسلمين يمارسون العنف فهناك غير المسلمين أيضاً في بيئات عديدة في الدنيا كلها يمارسون العنف لكن بعد الحادي عشر من سبتمبر حدثت صدمة لا سابقة لها، لا في الولاياتالمتحدة ولا في غيرها, وبدأت حملة مبعثها الأول الخوف لكن أخشى أن يكون قد أُضيفت إليه اعتبارات سياسية أخرى عقّدت المسألة أكثر، وصورت لكثير من الناس أن القضية ليست قضية مجموعة أفراد يمارسون العنف وإنما تصور بعضهم أو توهم أنها في الإسلام وفي عقيدته، وفي شريعته، وفي منظومة قيمه، ما يجعل أتباعه مهيئين دائماً ليكونوا أهل عنف وإرهاب،وإن الحادي عشر من سبتمبر جمع كل هذه الأفكار في معادلة مسرفة في التبسيط صورت المسلمين والإسلام،صوّرت المسلمين كما لو كانوا لا يعرفون إلا العنف, وصوّرت الإسلام كما لو كان ثقافة تنادي بالعنف . ويضيف د. بيومي أن مثل هذه الأحداث والمخططات توضح رسالة هامة وهي أن الأمة لا تزال مستهدفة من الداخل والخارج، سواء من العدو التقليدي أو الخصم الحضاري الذي يتمثل في الخطر الصهيوني وأعوانه، أو من العدو القابع بين ظهورنا وهو المتمثل في هؤلاء المغرر بهم من بني جلدتنا، الذين راحوا ضحية أفكار متطرفة وهدامة فجنوا على أنفسهم وجنوا على المجتمع بأسره، و الذي يدخل في نطاق المعقول الآن هو أن تصنع الأمة لنفسها منهجاً للتفكير ومنهجاً لبناء الإنسان يجعله محصناً ضد ما يفد إليه من أفكار قد يكون بعضها ضاراً أو ضالاً أو يغير وجدانه أو يتنافى مع مقومات ثقافته الذاتية، وإن سبيل التغلب على هذه المشكلات هو إعداد المسلم وتحصينه بثقافة الأمة وخصوصيتها الحضارية التي تمثل البوصلة الحقيقية أمام كل هذه الأمور، ولكن للأسف الشديد لا تصنع شيئاً لإعداد الإنسان على هذا النحو، بل على العكس فنحن في الوقت الذي تحيط بنا الدعاوى والهجمات التي تشير إلى أمتنا على أنها "العدو البديل"، نجرد الإنسان عندنا من أسلحة المواجهة وهي التدين، ويتم تفعيل ذلك عندما يخلط البعض عندنا بين التدين والتطرف والإرهاب، بينما ينبغي أن يكون التدين هو السلاح الأول الذي نواجه به هذا الغزو الفكري والإرهاب والعنف،كذلك بناء المنهج الفكري الإنساني لا يمكن أن يتم بمعزل عن المعتقدات الدينية التي تمثل الأسس الثابتة في ثقافة الأمة. الداعون مهووسون ..لا علاقة لهم بالإسلام ولا بالمسيحية ولا باليهودية كفانا سباحة على السطح .. أحمد رافد - جدة و قال الدكتور حامد الرفاعي رئيس المنتدى الاسلامي للحوار : إن الداعين الى التجمع لحرق القرآن هم غالبا أناس مهووسون و ليس لهم علاقة بالدين الاسلامي ولا بالمسيحية ولا باليهودية وقد آن الأون ان نتعامل مع القضايا بعقل وموضوعية وهذا لا ينقص من غيرتنا على الدين الاسلامي فالغيرة ليست بالصراخ او رفع الصوت انما الغيرة هي كيف ان تدافع عن هذا الدين بالوسائل المشروعة والقانونية والجذرية وكفانا سباحة على السطح ويجب ان نغوص في اعماق المسائل ونعالجها من جذورها . واضاف الرفاعي : انه لا بد من مناقشة القضايا المتعلقة بالاساءة للاديان والرموز الدينية ومعالجة هذه القضايا بشكل جذري اذ صدر قرار في بعض الدول الاوربية بتحريم الاعتداء على المقدسات وعلى الرموز الدينية مضيفا انه يجب ان نتعامل مع القضية بشكل جذري على اساس قانوني وعلى اساس تأصيل ثقافي فالغرب كله يتخذ موقفا قانونيا موحدا وفي النهاية نترك الدول تعاقب من يخالف قوانينها لذا يجب العمل على اصدار قانون يجرم الاساءة للاديان والرموز الدينية .