قام العشرات من قاطني حي الزرّيعة بالجلفة مساء أمس الثلاثاء بحركة احتجاجية أغلقوا من خلالها الطريق الرابط بين حيي الزرّيعة والفصحى· وأشعل المحتجّون العجلات المطاطية واستعانوا بالمتاريس والحجارة لإغلاق الطريق، ممّا سبّب شللا في حركة المرور ومنهم من وقف بجسده في الطريق. (أخبار اليوم) زارت المنطقة والتقت بهؤلاء المحتجّين للاستماع إلى معاناتهم، حيث ذكر جلّ الغاضبين أن السبب في غلق الطريق يعود إلى تعرّضهم للضرب من طرف بعض أفراد قوّات الأمن، حيث عبّروا لنا عن أسفهم لما تقوم به السلطات الولائية اتجاههم من خلال استعمال العنف ضدهم بدل فتح قنوات الحوار التي قالوا إنها مسدودة، مؤكّدين في ذات السياق أنهم قوبلوا بوابل من الضرب· وحسب المواطنين فإن اعتصامهم كان سلميا أمام مقرّ الولاية للمطالبة بترحيلهم وإحصائهم من السكنات التي اعتبروها لا تليق حتى بالحيوان، ليتفاجأوا بعدها باشتباكات عنيفة بينهم وبين قوّات الأمن ومكافحة الشغب التي استعملت من خلالها العصي والهروات. وقد أبدى العديد من المحتجّين غضبهم الشديد وطالبوا السلطات العليا في البلاد بالتدخّل والنّظر في معاناتهم نظرا للوعود الزّائفة المقدّمة لهم من طرف السلطات المحلّية والولائية، وهذا بإنهاء حياة البؤس والشقاء التي يعيشونها· وذكر في سياق آخر جلّ الغاضبين الذين التقيناهم أن أغلبية المستفيدين من الحصّة السابقة تمكّنوا من الاستفادة بطرق ملتوية بعد حيازتهم على شهادات إقامة مؤقّتة إلاّ أن الأغلبية من المتضرّرين من أزمة السكن لم يستفيدوا من هذه الحصّة التي وزّعت -حسب تصريحات المحتجّين- على أشخاص غرباء عن المنطقة، متسائلين أنه (كيف يعقل أن يتمّ إقصاؤنا من عملية إعادة الإسكان ليتمّ إسكان مواطنين من بلديات أخرى في سكنات شيدت على تراب بلديتنا؟ في حين نبقى نحن نعاني التهميش وصعوبة الحياة)، وقد هدّدوا في ذلك بتصعيد الوضع في حال عدم النّظر إلى ظروفهم المعيشية التي اعتبروها كارثية، على حدّ قولهم·