استنكر جمعٌ من العلماء منهم الشيخ محمد بن عبد الملك الزغبي الداعية الإسلامى المصري زيارة علي الكوراني وقيامه بافتتاح أول حسينية شيعية في مصر، مطالباً في تصريح له جموع الشعب المصري السني للوقوف أمام هذه الحسينية وإرسال رسالة إلى العالم كله برفض الشعب المصري السني أي محاولة لنشر المذهب الشيعي في مصر· وكما جاء في بيانه الذي نشرته الصحف المصرية (ويهيب الدكتور محمد بن عبد الملك الزغبي جموع الشعب المصري السني للوقف أمام هذه الحسينية الشيعية وطرد أزلام النظام الإيراني من مصر وإرسال رسالة إلى العالم كله برفض الشعب المصري السني أي محاولة لنشر المذهب الشيعي الرافضي في مصر)· ويطالب فضيلة الشيخ من الأزهر الشريف من أصغر عامل إلى شيخ الأزهر الشريف التحرك بشكل فوري وسريع لمنع تكرار تلك المحاولات الفاشلة من المعممين الشيعة لنشر مذهبهم الفاسد على أرض مصر الطاهرة، ويجب على الأزهر الشريف التحرك بشكل فوري لهدم تلك الحسينية وملاحقة من قاموا بإنشائها قضائياً، ويناشد فضيلة الشيخ جميع أحبائه وزملائه من الأزهر الشريف والأوقاف والجمعية الشرعية وأنصار السنة والجماعة الإسلامية أن تتوحد خطب الجمعة القادمة لتحمل محورا واحدا وهو (جرائم وخيانات الشيعة للإسلام والمسلمين وفضح مذهبهم)· بدوره قال الدكتور محمد جميعة أمين عام المكتب الفني لشيخ الأزهر ومدير الإعلام بالمشيخة، إنه سبق أن أصدر مجمع البحوث الإسلامية بيانا في هذا الصدد أكد أنه لا يجوز لأهل السنة أن ينشروا مذهبهم بين أهل الشيعة، ولا يجوز لأهل الشيعة أن ينشروا مذهبهم بين أهل السنة، تجنباً للفتنة والتناحر، مصداقا لقوله تعالى: (ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم)·· وقوله: (واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا)· فلا يجوز أن يكون نشر المذاهب مدعاة للاختلاف ولنشر العصبية بين أبناء الأمة الواحدة، وقال البيان إنه لا يليق بمصر الأزهر أن يحدث في رحابها مثل هذا السلوك، مناشداً أولي الأمر وكافة المؤسسات المعنية أن يأخذوا على أيدي كل من تسوِّل له نفسه العبث بالأمور الدينية، لأن المصريين متدينون بطبيعتهم، حتى قبل أن تصلهم الرسالات السماوية، فهذا خط أحمر لا نقبله· من جانبه انتقد المرجعُ الإسلامي السني اللبناني الشيخ حسين المؤيد افتتاح أول حسينية في مصر، معتبرا أنها بادرة سيئة قد تفضي الى إثارة فتنة مذهبية في المجتمع المصري تنعكس آثارها السلبية على المجتمعات الإسلامية الأخرى، وتفتح المجال لأعداء الإسلام لتمزيق النسيج المجتمعي للأمة الإسلامية وإشغالها بالتناحر الداخلي عن مجابهة التحديات التي تواجهها الأمة الإسلامية· وأبدى الإمام المؤيد قلقه من استغلال الحسينيات لترويج ثقافة تؤدي إلى الفرقة والتصدع في ثقافة الأمة الواحدة، معتبرا أن اختيار الحسينية وليس المسجد فيه رمزية تبرر القلق، لا سيما وأنه لا توجد أية ضرورة لتأسيس حسينية في بلد لا يعرف ثقافة الحسينيات وتربى على ثقافة المساجد كثقافة مستمدة من أدبيات الإسلام· وحذّر الإمام المؤيد من زيارة معممين شيعة يحملون ثقافة مذهبية طائفية، لأن هذه الثقافة ما هي إلا انشقاق عن ثقافة الأمة الواحدة التي صنعها الإسلام على أساس ثقافة القرآن الكريم والسنة النبوية الجامعة غير المفرقة، محذِّرا أيضا من استغلال الثقافة الطائفية لأغراض سياسية خبيثة، داعيا الى توعية إسلامية عقلانية تحصِّن المجتمع المصري من الثقافات الوافدة ذات الأثر التخريبي لثقافة الأمة الواحدة· وأثار افتتاح أول حسينية للشيعة في مصر غضب الأزهر بحسب بيانات استنكر فيها الأزهر وعلماؤه، وأعضاء مجمع البحوث الإسلامية، ووزارة الأوقاف، ونقابة الأشراف، زيارة المرجع الشيعي اللبناني علي الكوراني لمصر، وقيامه بعقد ندوات دينية خاصة داخل بيوت عدد من الشيعة بالقاهرة والمحافظات وإلقاء محاضرات بشرت بظهور مهدي الشيعة المنتظر ونسبه وذريته، بحضور حشد كبير من الشيعة المصريين· وعلي الكوراني يقيم في مدينة قم بإيران، وكان من قادة حزب الدعوة الإسلامية (الشيعي)، وقاد انشقاقاً على الحزب، ثم أعلن حل الحزب بقيادته، وتفرغ للتبشير بمهدي الشيعة، وهو يحظى بدعم كبار المرجعيات الدينية في النجف وقم· ويؤكد مراقبون أن الشيعة في مصر رغم قلة أعدادهم استغلوا أجواء الحرية التي تتمتع بها البلاد بعد ثورة 25 يناير، في إظهار تلك الطقوس الشيعية التي لم يكن لها أي وجود في مصر المعروفة بأنها إحدى معاقل المسلمين السنَّة في العالم، ولا يعرف للشيعة فيها أي وزن منذ أزمنة بعيدة·