يعيش أغلب الطلبة ضغوطا كبيرة قبيل الانطلاق الفعلي للامتحانات النهائية على غرار طلبة البكالوريا وكذا تلاميذ نهاية مرحلة المتوسط الذين هم على بعد أيام قلائل من انطلاق الامتحانات، وتعيش أغلب الأسر التي تضم ممتحنين حالة طوارئ لحفظ أجواء التحضير للامتحانات وضمان أجواء مريحة للأبناء، وكانت الحدائق العمومية قبلة الممتحنين لإبعاد الضغوط النفسية التي يعانون منها· خاصة وأن العديد من الطلبة يجهلون كيفية تنظيم أوقاتهم بين الدراسة والراحة ويذهبون إلى استغراق كامل أوقاتهم في الدراسة والتحضير للامتحان حتى تنهك قواهم ويتعرضون إلى أزمات صحية قد تحرمهم من إجراء الامتحانات، لذلك فضلت بعض الأسر تسطير خرجات إلى الحدائق العمومية بغية التنزه وفك تعب أبنائها الناجم عن التحضير المستمر للامتحانات وصب اهتمامهم وتفكيرهم على يوم الامتحان وابتغت إبعادهم عن تلك الأجواء واستبدالها بنسمات الهواء العليل على مستوى الغابات والمنتزهات العائلية على غرار حديقة التجارب بالحامة وحديقة بن عكنون وغابة بينام وبوشاوي··· تلك الفضاءات الطبيعية الخلابة التي وجد فيها الممتحنون متنفسا لتعبهم· اقتربنا من بعض العائلات على مستوى حديقة بن عكنون نهاية الأسبوع الماضي لرصد الأجواء فوجدنا أغلبها برفقة أبناء مقبلين على اجتياز امتحاني البكالوريا والتعليم المتوسط واختارت تلك العائلات تمضية أمسية هناك تحت ظلال الأشجار وإبعاد أبنائها عن أجواء الدراسة والتعب· من بينهم عادل المقبل على اجتياز شهادة التعليم المتوسط اقتربنا منه فقال إنه فضل مرافقة عائلته في جولتها إلى هناك من أجل الابتعاد عن أجواء الحفظ قليلا وأخذ قسط من الراحة بدل الاستمرار في الحفظ الذي يؤدي إلى التعب وإنهاك الجسد والعقل، وكان من الضروري أخذ فترات من الراحة والابتعاد عن التوتر والقلق، فكانت وجهته الحديقة للترويح على النفس خاصة وأنه التقى مع مقبلين على الامتحان وكانت فرصة لتبادل الأفكار معهم على مستوى الحديقة· سيدة أخرى التقيناها على مستوى حديقة التجارب بالحامة فقالت إن رؤيتها لفلذة كبدها وهي تتعذب من أجل التحضير لامتحان البكالوريا جعلها تتقاسم القلق معها وأحبط معنوياتها كثيرا، بحيث راحت إلى إخبارها بضرورة التخفيف على نفسها، خاصة وأن ابنتها لا تعطي لنفسها قسطا من الراحة مما أجبر أمها في ذلك اليوم على إرفاقها في جولة إلى الحديقة من أجل الاستراحة قليلا، ورأت أن تلك الخطوة ستعيد لها نشاطها وحيويتها بعد العودة إلى البيت· في هذا الصدد اقتربنا من المختصة النفسانية (ج سليمة) التي قالت إن على الممتحنين تنظيم أوقاتهم بين الراحة والتحضير للامتحان لأن تخزين المعلومات في الذاكرة يحتاج إلى تلك الراحة، وأضافت أن الكثير من الطلبة أو حتى الأولياء يجهلون كيفية التعامل في مثل هذه الفترات فيذهبون إلى الإغلاق على الممتحن بإجباره على المراجعة الحثيثة والمستمرة ليل نهار حتى أنه يقلص من ساعات نومه في الليل وذلك هو الخطأ، فالتحضير للامتحان لا يكون وفق تلك الطريقة بل وجب تنظيم الوقت بين الراحة والاستعداد للامتحان كون أن المبالغة في الحفظ قد تؤذي الصحة وتفقد التلميذ توازنه وتختلط عليه الأمور يوم الامتحان فالاعتدال واجب في كل شيء·