انتشرت المحلات المختصة في بيع المواد الجاهزة بكثرة في كامل الشوارع والأزقة بعد أن صار الإقبال كبيرا عليها وباتت تعرض موادا لم تكن في الحسبان بعد أن ضاع صيتها في مجتمعنا، فبعد المواد المألوفة صارت تتوفر في تلك المحلات الكثير من أنواع السلطات على رأسها الماسيدوان والفلفل الأخضر الجاهز وحتى كويرات المثوم كطبق شهير في مجتمعنا باتت تباع مجهزة إلى جانب المواد المألوفة على غرار البزلاء وأنواع الأسماك· واستغرب الكثيرون من مدى إقبال البعض على تلك المواد والأطباق، خاصة وأنها أطباق سهلة التحضير ولا تحتاج إلى جهد كبير، بحيث أصبحت هي الأخرى تباع بالغرامات، وكل تلك العوامل ساهمت بشكل أو بآخر في اتكالية النسوة وتكاسلهن ولم تعد حكرا على الموظفات اللواتي يتحججن بضيق الوقت بل صارت حتى السيدات الماكثات بالبيوت يقبلن على تلك المواد المجهزة ويرين أن لا حاجة لهن في بذل الجهود ويكفيهن تربية الأبناء وتحمل المسؤولية الأسرية· اقتربنا من بعض النسوة فكانت أراؤهن متباينة فمنهن من أيدت فكرة عرض تلك المواد ومنهن من عارضتها بشدة كونها تنمي روح التكاسل والاتكالية لدى الفتيات والسيدات وتبعدهن عن التعلم وتحمل المسؤولية، منهن السيدة وردة، 45 عاما، متزوجة، قالت إنها تناهض فكرة ترويج تلك المواد الجاهزة التي منذ أن ظهرت تفشت الاتكالية والتكاسل بين فئات واسعة من النسوة وصار كل شيء يجلب من خارج المنزل، مما أضاف ميزانية أخرى للأسرة، بحيث اختلت ميزانية أغلب الأسر وكان لمثل تلك السلوكات الدور الكبير في ذلك الاختلال، خاصة وأن بعض النسوة صرن يتهربن من بذل أي جهد ولو كان غير مجهدا بعد أن وفرت المحلات كل شيء، فمن الأكلات التقليدية على غرار الفطير والمطلوع والرشتة والمحاجب والمسمن والمبرجة وصولا إلى كويرات (المثوم) التي تعتمد على اللحم المفروم وتساءلت هل تلك الكويرات تتطلب جهدا كبيرا بالطبع لا فهي لا تحتاج إلا تزويدها ببعض المتبلات ووضعها في القدر وختمت بالقول إنها لازالت تحافظ على ما لقنته لها أمها في تحضير العديد من الكيفيات في البيت حفاظا على ميزانية بيتها، لتضيف أن أي جهد تبذله هي تجد فيه استمتاعا خاصة وأن المرأة تستكمل بميزة الطبخ وإلا ما هي فوارقها مع الرجل إن هي جلبت كل شيء من خارج المنزل· نفس ما راحت إليه الآنسة كريمة التي قالت على الرغم من أنها ليست متمكنة من الطبخ مائة بالمائة إلا أنها تبذل جهودا لتعلم فنياته، وما حيرها في الآونة الأخيرة هو توفير بعض المحلات لمواد استهلاكية عهدت الأسر الجزائرية على تحضيرها في البيت على غرار أنواع السلطات وبعض المواد التي تدخل في تحضير بعض الأطباق، وآخر ما أدهشها هو توفير أحد المحلات بعين النعجة لسلطة الماسيدوان التي كانت بالمبرد مما جعلها ترمق النظر أكثر للتأكد من الأمر، وفعلا تأكدت من أنها سلطة الماسيدوان التي لا تحتاج إلا لمدة زمنية قصيرة من أجل تحضيرها· وكان لتلك المحلات الدور البالغ في ابتعاد الكثير من الفتيات حتى المقبلات على الزواج عن تعلم بعض فنيات الطبخ بدعوى أن كل شيء بات متوفرا في السوق، لكن هل ميزانية الأسرة تضمن في كل وقت جلب تلك المواد من خارج المنزل السؤال هنا يبقى مطروحا·