تؤكد الأرقام المسجلة لدى المصالح الصحية بولاية المسيلة، وجود العشرات من قاعات العلاج عبر مختلف المناطق الريفية النائية ل 47 بلدية، أنشئت لتمكين المواطنين من العلاج من خلال زيارات الأطباء وتقديم الإسعافات الأولية. لكن واقع هذه القاعات يكشف عن إهمال كامل من قبل البلديات والمصالح الصحية، وفق ما كشف عنه تقرير لجنة الصحة بالمجلس الشعبي الولائي، من خلال معاينة ميدانية لهذه المرافق. حيث يضطر سكان القرى والمداشر المتناثرة عبر بلديات المسيلة، إلى التنقل لعشرات الكيلومترات لتضميد جرح أو تلقى حقنة أو إسعافات أولية نتيجة لدغة عقرب أو ثعبان، مما يكلفهم متاعب مادية ومخاطر صحية قد تنتهي بالوفاة، خاصة بالنسبة للمصابين بلدغات العقارب في المناطق الريفية ب : مقرة، أولاد دراج، سيدي عامر، بوسعادة، الخبانة، بن سرور. وحسب تقرير اللجنة فإن جل القاعات التي بنيت قبل سنوات طويلة لم تعد صالحة للاستغلال من حيث هياكلها ومبانيها، فجدرانها مهترئة تعلوها الشقوق وأسقفها تتسرب عبرها مياه الأمطار، وهي الوضعية التي تعرفها قاعات العلاج بقرى " المالح، لمرابعة، أولاد عريبة، ثنية الشارة، بدائرة مقرة. أما البعض الأخر فهو مغلق منذ سنوات طويلة، بسبب هجرة السكان أو لإهماله وعدم توظيف أعوان شبه طبيين لاستغلالها بعد انجازها، لتظل مغلقة منذ سنوات عديدة، وتفتقر العديد من القاعات إلى المياه والكهرباء والصرف الصحي مما يجعلها غير قابلة للاستعمال، رغم أنها أنجزت منذ سنوات، وتنعدم فيها الكهرباء، فيما تظل بعض القاعات مغلقة لعدم التوظيف. ويتضح من خلال هذه العينات أن جل القاعات لم تعد تقدم أدنى الخدمات الطبية، مما يتطلب حسب تقرير اللجنة إجراء خبرات تقنية للتأكد من إمكانية إعادة ترميها أو تهديمها، وفي المقابل تطالب المصالح الصحية بتوفير كافة الشروط التقنية من مياه وكهرباء وصرف صحي لاستغلال بعض القاعات المغلقة الواقعة بالقرب من التجمعات السكنية.