بعد أقل من شهر ونصف عن شهر رمضان الفضيل، الذي من المقرر أن نصومه بحول الله تعالى نهاية شهر جويلية المقبل، تحاول العديد من الأسر الجزائرية مسابقة الزمن، من أجل إتمام أعراسها قبل الشهر الفضيل، أو تأجيلها إلى شهر سبتمبر، على اعتبار أن نهاية الشهر الفضيل، ستصادف أواخر شهر أوت، وبالتالي فإن فترة هامة لإقامة الأعراس والحفلات ستتأجل هذه السنة بمناسبة الشهر الكريم. لكن وعلى الرغم من أن بعض العائلات الجزائرية، سعت بكل الطرق، إلى مسابقة الزمن من أجل إقامة أعراسها، إلا أن الظفر بقاعة حفلات شاغرة، يسجل الهاجس الأكبر لمعظم العائلات، فمع قصر الفترة المتبقية من الموسم، ورغبة الكثيرين، بإقامة أعراسهم، فإن الكثير من قاعات الحفلات لن تكون متاحة، أمام شريحة واسعة من العائلات، وهو الأمر الذي سيجبرهم، إما لتغيير مواعيد أعراسهم إلى ما بعد شهر رمضان، أو اللجوء إلى خيارات أخرى، مثل إقامة العرس في المنزل، أو عند بعض الأقارب الذين يملكون مساحات واسعة في أسطح منازلهم، أو حدائقها، أو اللجوء أيضا إلى إقامة أعراسهم خلال الفترة نفسها، إنما تحويلها من الأمسية إلى السهرة، بعدما عرضت بعض قاعات الحفلات خدماتها أثناء السهرة للراغبين في الاحتفاظ بنفس مواعيد إقامة أعراسهم، وتحويلها فقط من الفترة المسائية إلى الفترة الليلية، حتى وإن كان المقابل الذي سيدفعونه أعلى نسبيا. في هذا الخصوص، تقول أمينة، المقبلة على إقامة حفل زفافها، خلال الأسبوع الأول من شهر جويلية نظرا لرغبة أسرة زوجها في أن تمضي شهر رمضان الفضيل معهم، قالت إنهم عجزوا عن إيجاد قاعة حفلات بالمنطقة التي تقطن بها في المدنية، ورغم اتجاههم إلى بض البلديات المجاورة، إلا أن الوضعية كانت نفسها، نظرا لأن كثيرين قاموا ببرمجة مواعيد أعراسهم، وتقديم العربون لقاعة الحفلات منذ عدة أشهر، ولم يتركوا الأمر للصدفة، أو للأسابيع الأخيرة وهو ما وضعها في موقع معقد لا سيما وأن أهل زوجها لم يرغبوا في تغيير الموعد، ولم تجد بالتالي حلا غير إقامة العرس أثناء السهرة، في موعده، إنما بالاشتراك مع أهل زوجها في إقامة عرس واحد، وهو العرض الذي قدمته لها صاحبة إحدى قاعات الحفلات بالمرادية، أما عن السعر فقالت إنها اضطرت لدفع 12 مليون سنتيم، بدل 8 ملايين سنتيم بالنسبة للحفلات المقامة في الفترة المسائية في نفس القاعة، إنما ونظرا لأن العرس مشترك، فقد تقاسمت العائلتان التكاليف بشكل لا يسبب الضرر لأي طرف، ويرضي كافة الأطراف في نفس الوقت. وتجدر الإشارة إلى أن الكثير من العائلات صادفت مؤخرا مشاكل كثيرة فيما يتعلق بإيجاد قاعات حفلات في الموعد الذي يريدونه لأعراسهم، واضطر الكثيرون إلى تحديد مواعيد أعراسهم بحسب أجندة قاعة الحفلات المتوفرة، وهذا نتيجة لإغلاق الكثير منها وتوقفها عن ممارسة نشاطها خلال السنوات القليلة الماضية، بسبب عدم توفرها على الشروط اللازمة، وكذا عدم احترامها للمعايير والمقاييس المطلوبة، حيث تم إغلاق أكثر من 300 قاعة على مستوى ولاية الجزائر فقط.