أثار خطاب الرئيس الإيراني محمود أحمدي، نجاد أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، ردود فعل عنيفة في الأوساط السياسية والإعلامية الأمريكية، بعد الاتهامات التي وجهها لإدارة الرئيس السابق جورج بوش بأنها كانت وراء أحداث الحادي عشر سبتمبر، حيث وصفت الحكومة الأمريكية تصريحات نجاد بالمقيتة وبأنها مجرد أوهام. اعتبر الرئيس الإيراني في كلمته أمام الجمعية العامة فرضية أن تنظيم القاعدة كان وراء هجمات الحادي عشر سبتمبر، تبناها فقط المسؤولون في الحكومة الأمريكية، ورأى أن الطرح الذي يتبناه غالبية المجتمع الدولي، يتمثل في كون دوائر في الحكومة الأمريكية هي التي نظمت الهجوم كوسيلة لوقف تدهور الاقتصاد الأمريكي، من خلال تدبير خطة لاحتلال الشرق الأوسط، وحماية إسرائيل وإنقاذها. وأضاف نجاد أن هذه النظرية يؤمن بها غالبية الأمريكيين ومعظم السياسيين في العالم. وذهب المتحدث أبعد من ذلك عندما دعا الأممالمتحدة إلى فتح تحقيق مستقل لتحري الحقائق حول هذه الأحداث. وقد أثارت هذه التصريحات حفيظة الوفد الأمريكي في الجمعية العامة الذي انسحب لتليه وفود غربية لمساندة الموقف الأمريكي. وفي أول رد فعل رسمي لها حول خطاب نجاد، أعربت الولاياتالمتحدة عن أسفها على ما جاء على لسان الرئيس الإيراني، حيث اعتبر المتحدث باسم البعثة الأمريكية في الأممالمتحدة أن تصريحات نجاد تهدف إلى نشر عبارات المؤامرة، مضيفا أنه كان على الرئيس الإيراني أن يعبر في خطابه عن تطلعات الشعب الإيراني ونواياه الحسنة نحو المجتمع الدولي. أما مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية، فقد أوضح أن الحقيقة في هجمات الحادي عشر سبتمبر واضحة، وهي أن تنظيم القاعدة هو من قام بتنفيذها. ولم تتوقف انتقادات الرئيس الإيراني على اتهام دوائر أمريكية بالتخطيط لأحداث الحادي عشر سبتمبر، حيث وجه انتقادات شديدة اللهجة لواشنطن والدول الغربية التي تعمل على حماية النظام الإسرائيلي الذي مازال يرتكب أبشع الجرائم في حق الفلسطينيين. واعتبر نجاد أن ما يقوم به الاحتلال الإسرائيلي إنما يتم بمباركة من الولاياتالمتحدة والدول الغربية التي تدوس على كل قيم الحرية والعدالة من أجل حماية إسرائيل. وأعاد نجاد تذكير المشاركين في أشغال الجمعية العام بالهجوم الذي نفذته قوات الجيش الإسرائيلي ضد أسطول الحرية الذي وصفه بالتحدي السافر لكل الأعراف الدولية. أما بخصوص برنامج طهران النووي، فقد وجه نجاد اتهامات للولايات المتحدة ومن ورائها الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن لامتلاك وتطوير قدراتها النووية، مشيرا إلى أن الولاياتالمتحدة خصصت السنة الماضية مبلغ 80 مليار دولار لتطوير أحد أنواع رؤوسها النووية، في الوقت الذي توجه انتقادات لبلاده بشأن برنامجها النووي الذي وصفه بالسلمي.