بما أنها فترة النجاحات وإعلان النتائج الدراسية شهدت مختلف المحلات والمتاجر إقبالا كبير من طرف المواطنين وكلهم حيرة في اختيار الهدية التي تنال إعجاب الناجح أو الناجحة في البكالوريا أو شهادة التعليم المتوسط أو حتى شهادة الابتدائي، بحيث عادة ما تربط العائلات الجزائرية تلك المناسبات بإقامة الولائم والحفلات ودعوة الأحباب والأهل إلى تلك (الزردات) كما يقال من أجل اقتسام الفرحة والبهجة في تلك الولائم العائلية التي يكون الناجح أو الناجحة سلطانها في ذلك اليوم. والواقف على محلات بيع الهدايا يشاهد ذلك الإقبال الكبير على مختلف أنواع الهدايا من عطور وملابس وورود وتحف تذكارية تقدم للناجين بالمناسبة، ولم يتوان أصحاب المحلات على تقديم لهم كل ما يحتاجون إليه، بل وحتى اصطفاف شتى الأنواع التي تروق الزبون ومن بعده صاحب الهدية، خاصة وأنه غالبا ما تملأ الحيرة الوافدين إلى تلك المحلات الذين يصبون إلى إرضاء الناجح واقتناعه بالهدية والفرح بها. اقتربنا من بعض المحلات المختصة في بيع تلك المستلزمات على مستوى العاصمة فجذبنا ذلك التوافد الكبير عليها من طرف المواطنين سيدات ورجال من مختلف الأعمار أرسلتهم حيرتهم في اختيار الهدية إلى هناك. على مستوى شارع حسيبة بن بوعلي دخلنا إحدى محلات العطور وبيع التحف التذكارية فوقفنا على تلك الحيرة التي امتلكت الكثيرين هناك مردها الهدية المختارة التي أبوا إلا إرضاء الناجح بها، منهم السيدة سهام التي قالت إن عدد الناجحين هم كثيرون على مستوى عائلتها، وتعددت نجاحاتهم بين البكالوريا و(البياف) وكذا الابتدائي وقالت إنها سوف تختار لكل فئة هدية تبعا لشهادتها فبالطبع شهادة البكالوريا تحتاج إلى أروع هدية خاصة وأنها تأشيرة الدخول إلى الجامعة، أما البياف والابتدائي فسوف تبسط الهدية المقدمة لفئاتها قليلا، وعن الهدايا المعروضة قالت إنها متنوعة بالفعل إلا أن الأسعار ترتفع قليلا بالنسبة لبعضها، بحيث قالت إنها اختارت أن تقدم ساعة يد إلى ابنة أختها الناجحة في البكالوريا بسعر 2500 دينار جزائري وقارورة عطور إلى ابنة أخ زوجها الناجحة في البياف، أما ابن أخيها الناجح في شهادة الابتدائي ففضلت تزويده بلعبة إلكترونية خاصة وأنه شغوف باللعب بها. نفس ما وقفنا عليه بمحل في ميسوني بحيث كان الكل يختار الهدايا ويقف على أروعها لنيل رضا وإعجاب المهداة إليه على شرف نجاحه، ما بينته الحاجة فريدة التي قالت إنها احتارت كثيرا للهدية التي سوف تقدمها إلى حفيدتها الكبرى التي تعزها كثيرا بعد حصولها على شهادة التعليم المتوسط،خاصة وأن المحل وفر أنواعا منها على غرار العطور والإكسسوارات الجذابة وحقائب اليد إلا أنها اختارت في الأخير طقما فضيا بسعر 3500 دينار تقدمه لأعز حفيدة وتحتفظ به كذكرى من جدتها. لكن مهما تنوعت تلك الهدايا ومهما انخفضت قيمتها أو علت فإن معانيها تبقى سامية.