محمد عمور، اسم سطع نجمه في سماء الإعلام الرياضي، تنقل بين كبرى القنوات الرياضية العربية، قبل أن يستقر به الحال بأكبر مؤسسة إعلامية رياضية في الوطن العربي، الإعلامي المغربي خصّنا بهذا الحوار ليكشف لنا تفاصيل مسيرته الإعلامية في المجال الرياضي. * بداية من هو محمد عمور وكيف كانت بدايتك مع الإعلام الرياضي؟ - أنا من مواليد مدينة فاس بالمغرب في 10 ديسمبر 1967، خريج المعهد العالي للصحافة بالرباط عام 1989، التحقت بالقسم الرياضي للقناة الأولى بالتلفزيون المغربي عام 1990، اشتغلت هناك ما يقارب عشر سنوات كصحفي ومراسل ميداني ومذيع ومعلق، قمت بتغطية العديد من الأحداث الرياضية الكبرى كالألعاب الأولمبية وكأس أمم أفريقيا وبطولة العالم لألعاب القوى، التحقت بعد ذلك بقناة دبي الرياضية (سبتمبر 1999) لكن مقامي بها لم يتجاوز عاما واحدا، انتقلت بعدها إلى قناة أبو ظبي (الفضائية والرياضية) كمعد لنشرات الأخبار، وفي أكتوبر 2004 استقر بي المقام في الجزيرة الرياضية بمهمة أساسية هي الإشراف على نشرات الأخبار، لكنني عملت كذلك بالموازاة معلقا ومراسلا ميدانيا، وفي 2009 تم تعييني مديرا لإدارة الأخبار. * نتكلم عن تجربتك الطويلة في قناة الجزيرة الرياضية، كيف تقيّم مردودك خلال هذه المدة؟ - لست مؤهلا لتقييم أدائي وأتركه للآخرين. * بصفتك مدير القناة الرياضية الإخبارية ، وواحدا من مؤسسيها، حدثنا أكثر عن هذه القناة التي استطاعت وفي ظرف وجيز استقطاب الكثير من الجماهير العريضة في الوطن العربي. - أعتقد أن هذه القناة أعطت نفسا جديدا للإعلام الرياضي العربي، ليس فقط لأنها القناة الأولى من نوعها في المنطقة العربية، ولكن كذلك لتنوع شبكة برامجها ومواكبتها للأحداث الرياضية في كل مكان، حتى في بعض الأحيان عن طريق النقل المباشر، ردود الفعل لحد الآن أكثر من إيجابية، وهذا يسعدني لأنه ينصف المجهود الكبير للعشرات من الزملاء. * الملفت للانتباه التواجد الكبير لصحفيين وإعلاميين من المغرب العربي في الجزيرة الرياضية، كيف تفسر ذلك؟ - هذه ليست ظاهرة مقتصرة على قناتنا، حيث أنجبت دول المغرب العربي ولا تزال العديد من الصحفيين المهنيين في مختلف التخصصات، لكن باقي مناطق العالم العربي ممثلة بشكل كاف في غرفة تحرير الجزيرة الرياضية الإخبارية، لأن تنوع الجنسيات عامل غنى للقناة. * الكثير يتساءل عن النادي الذي يشجعه محمد عمور، على المستوى الأوروبي والمحلي؟ - فريقي المفضل هو المغرب الفاسي، أما على المستوى العالمي فهو ريال مدريد وبايرن ميونيخ، لكن بدون تعصب وبكل روح رياضية، فأنا أتأسف فعلا للشوفينية التي أصبحت تميز تشجيع الشباب العربي للاندية الأجنبية، فقد أصبحنا ملكيين أكثر من الملك ونتعصب لهذه للأندية أكثر من مشجعيها الأصليين. * نأتي إلى تغطية الجزيرة الرياضية ليورو 2012 ، تغطية رآها الكل مميزة وبجميع المقاييس، هذا يجعلنا نقّر أن القناة البرتقالية أصبحت تنافس نفسها في الوطن العربي في ظل غياب قنوات رياضية منافسة، مارأيك؟ - إنها أصعب درجات المنافسة أن تحاول أن تكون أفضل كل يوم بغض النظر عن الآخرين، لنفرض أن هناك قنوات أخرى منافسة وتمتلك حقوق عدد من البطولات الكبرى، وكان مستواها رديئا، هل يعتبر التفوق على الرداءة نجاحا؟ لا بكل تأكيد. * كإعلامي رياضي كيف تقيّم المستوى العام لهذه البطولة؟ - بطولة ناجحة فنيا وتنظيميا، أفضل المنتخبات وصلت إلى المربع الذهبي، فاجأني مستوى الفريق الإيطالي الذي كان يثير مخاوف محبيه قبل البطولة، وفوز إسبانيا كان مستحقا ومنتظرا، وأعتبره إنصافا لكرة القدم الجميلة والهجومية. بالمقابل فاجأتني هزائم هولندا الثلاث في الدور الأول وكانت بحق ضحية مجموعة الموت. * كيف ترى التواجد الجزائري في الجزيرة الرياضية، ومن هي أبرز الوجوه القريبة أكثر إلى قلب محمد عمور؟ - الجزائر ممثلة خير تمثيل في الجزيرة الرياضية كما ونوعا، أسماء كحفيظ دراجي وليلى سماتي تعتبر من نجوم القناة، وقمت شخصيا باستقطاب عدد من الكفاءات الجزائرية للقناة الإخبارية، ولن أخص بالتنويه شخصا بعينه لأنني أكن لهم نفس القدر من الاحترام والمودة. * كيف ترى واقع الإعلام الرياضي في الوطن العربي؟ - التطور الكمي يتفوق بمراحل على التطور النوعي، مئات القنوات التلفزيونية وآلاف الصحفيين والتقنيين، هذا أمر جيد حيث أصبحت لنا صناعة إعلامية توفر آلاف مناصب الشغل، لكن على مستوى الإنتاج ومضمون الخطاب الإعلامي فهذا أمر آخر. مجتمعاتنا تحتاج للمزيد من قبول الاختلاف واحترام الرأي الآخر، وليس هناك أفضل من وسائل الإعلام للترويج لهذه القيم عوض التعصب للرأي وتخوين المخالف. * كيف هي تحضيراتكم للألعاب الاولمبية الصيفية في لندن؟ هناك تغطية مكثفة للألعاب سواء من لندن أو من استوديوهاتنا المركزية في الدوحة، ستكون كذلك نشرات إخبارية من لندن ونتمنى أن تنال إعجاب مشاهدينا. قرعة الدور الحاسم لتصفيات كان 2013 وضعت المغرب في مواجهة سهلة قياسا بالجزائر التي ستواجه ليبيا، كيف تقرأ حظوظ هذا الثلاثي العربي؟ أعتقد أن الديربي المغاربي بين ليبيا والجزائر سيكون ملتهبا والفرص متكافئة بين المنتخبين، المنتخب الجزائري يتفوق من الناحية الفردية بمحترفيه، لكن المنتخب الليبي ورغم الظروف التي مرت منها البلاد مؤخرا فقد بصم على كأس أفريقية جيدة، وبلغ نهائي كأس العرب وهذا تراكم إيجابي، إنما سيعاني من عدم الاستضافة على أرضه، لكن تبقى هذه مجرد افتراضات نظرية وحقائق الملعب قد تكون مختلفة تماما، أما المنتخب المغربي فينطلق بتفوق مبدئي وعلى الورق، وله حظ استضافة مباراة الإياب على أرضه وأمام جمهوره، لكن عليه الحذر واللعب كفريق متكامل وليس كمجموعة موهوبة لكن غير متجانسة كما حدث في أكثر من مناسبة مؤخرا. * ماهو جديد محمد عمور، وهل من مشاريع قادمة تحضر لها؟ - ليس هناك شيء استثنائي، أكملنا الإعداد للموسم القادم واستجبنا لمطالب العديد من المشاهدين، الذين طالبوا بمضاعفة مدة بعض البرامج، أتمنى أن يكون ذلك مفيدا. * في الأخير ..كلمة ختامية. - شكرا لكم على هذه الاستضافة وأتمنى لكم التوفيق.