اقتران شهر رمضان مع موسم الحر أبرز العديد من النقاط بحيث لم يعد التخوف مقتصرا على تحمل نار العطش مع ارتفاع الحرارة وإنما تعداه إلى أسئلة أخرى تطرح نفسها، من بينها التساؤلات التي يطرحها الجميع حول مدى استمرار مظاهر العري في شوارعنا تزامنا مع الشهر الكريم، والتذرع بحرارة الطقس، ومن شأن الظاهرة أن تؤثر على الصائمين بعد الاصطدام بتلك المناظر المخجلة التي لا تتوافق مع أحكام الشهر الكريم وضوابطه التي تفرض على الصائم التحلي بمكارم الأخلاق وغض البصر والكف عن اللغو لكي لا يأخذ الصائم من رمضان العطش والجوع ويكون صيامه إيمانا واحتسابا. لكن المشكل أننا حتى ونحن في بلد إسلامي، يستمر البعض في أفعالهم المخزية وملابسهم التي تكشف أكثر مما تستر، مما يجلب الخجل والعار، وهناك حتى من تتعرض إلى الانتقادات على مستوى الطريق فإذا احتمل البعض تلك المناظر طيلة أشهر السنة لا يسعهم احتمالها خلال أفضل الشهور، خاصة وأن بعض الفتيات تعدين الخطوط الحمراء وصرن يمشين في الطريق نصف عاريات، وعادة ما نصطدم بمواقف يندى لها الجبين ولا ندري هل نحن في بلد يدين بالإسلام أم لا، كون أن تلك السلوكات يتبرأ منها ديننا الإسلامي الحنيف الذي يدعو إلى الستر والحشمة والابتعاد عن كشف العورات أمام الملأ. لكن ما يحدث وما نصادفه هو عكس ذلك بحيث امتلأت شوارعنا وطرقنا بمناظر مخزية يستحي المرء منا من نفسه إذا ما اصطدم بها فما بالنا إذا كان برفقة العائلة أو الأهل، لكن هناك من الأسر من لم تضع حدودا لبناتها ورأت أن العصرنة والتطور يفرضان ارتداء تلك القطع القماشية التي تبعد عن الأناقة في أصلها كون أن الأناقة تتطلب الحياء وليس العري وتجسيد تلك المواقف على مستوى الشوارع أمام أشخاص أغراب. ويتخوف الكثيرون من استمرار تلك الآفات خلال شهر رمضان المعظم والإلقاء بالتهمة على حرارة الجو التي جعلتهن ينزعن ثيابهن ويمشين في الطريق، بحيث طرح رمضان لهذه الصائفة مجموعة من التخوفات والتساؤلات من بينها مظاهر العري التي يتساءل الكل حول استمرارها أم ستتوقف بحلول الشهر الكريم لتعود الآفة من جديد بعد رمضان. وقياسا على ما عايشناه في السنوات الماضية فإن الظاهرة رغم قلتها إلا أنها تواصلت عبر الشوارع وظهرت فتيات بقمصان نسوية من دون كمين وتكون في العادة موصولة بخيوط رقيقة ناهيك عن الميني جيب الذي استمر هو الآخر، وعادة ما يشك الشبان حول صيام هؤلاء الفتيات وهن من أذنبن وجلبن الشكوك من حولهن، ومن بعدها التعليقات الساخرة واللعنة على مستوى الطريق من طرف الصائمين، بحيث كان على الأقل احترام هؤلاء الفتيات لما يقتضيه الشهر الكريم من حرمة وحشمة وعدم التعدي على حرمته ومن بعد ذلك حرمة الصائمين بتلك السلوكات المشينة خاصة وأن السترة والحشمة هي مطلوبة في رمضان وفي غير رمضان بالنسبة للفتيات والنسوة لتفادي تلك المهازل والمناظر الخليعة على مستوى الطريق.