لا تزال زلابية بوفاريك تستقطب المئات من المواطنين من كامل ربوع الوطن، حيث لا تخلو مائدة بليدية خلال شهر رمضان من حلوى زلابية بوفاريك المعروفة بمذاقها الرائع والمتميز والتي تحمل شهرة كبيرة، وتعرف زلابية بوفاريك بحلاوتها خاصة تلك المصنوعة والممزوجة بعسل النحل والكوكاو وأنواع عديدة من المكسرات، وهي النكهة التي لا نجدها إلا في مدينة بوفاريك موطن هذه الحلوى الشرقية حسب ما يطلق عليها البعض. ولهذه الحلوى مكانة خاصة في نفوس العائلات البليدية التي لا تستطيع التخلي عن الزلابية وخاصة زلابية بوفاريك التي يعتبرها البليديون أساسا في مائدتهم الرمضانية، أين تحلو القعدة . كما نجد الشاربات المشروب الأساسي للعائلة البليدية والذي لا يمكنها الاستغناء عنه في هذا الشهر وتجده بديلا للمشروبات الغازية وباقي العصائر، ويذكر أن هناك عائلات تبدع في صنع الزلابية وتشتهر بأنها هي أول من صنعتها، حيث نجد عائلة شنون من بلدية بوفاريك هذه العائلة المعروفة وطنيا ومشهورة حتى خارج الوطن من خلال الزلابية التي أخذها أحد أفرادها ويقوم بصنعها في فرنسا وتلقى إقبالا كبيرا هناك من قبل الجالية الجزائرية وحتى الأجانب، ويعود تاريخ صنع الزلابية البوفاريكية إلى الجدة الكبيرة للعائلة الراحلة عائشة، هذه الجدة التي قامت باختراع هذه الحلوى صدفة لتحول إياها إلى حلوى تشتهر بها مدينتها بوفاريك وتعرف شهرة كبيرة، وإذا تحدثنا عن معنى كلمة زلابية فنجد أن الراحلة السيدة عائشة كانت تقوم في أحد الأيام بصناعة نوع من الحلويات ونسيت أن تضيف مكونا للعجينة التي وجدتها بعد مدة قد تحوّلت إلى عجينة أخرى منتفخة فصرخت وقتها قائلة (زلة بيا) أي حدثت لي مشكلة، ولما قامت بقلي العجينة وتعسيلها بالعسل عرفت بأنها قد اخترعت حلوى لذيذة وطعمها مميز أضحت اليوم مدينة بوفاريك تشتهر بها، ومن وقتها تناوب أفراد هذه الأسرة على صناعتها إلى غاية اليوم أين نجد طوابير هائلة من المركبات والمواطنين القادمين من مختلف مناطق البليدة ومن خارجها للحصول على كيلوغرامات من زلابية عائلة شنون المعروفة بطعمها المتميز، كما أننا نجد بذات البلدية عائلات أخرى استطاعت هي أيضا أن تؤرخ اسمها في صناعة زلابية بوفاريك، من بينها عائلة أكسيل التي نجد الإقبال على الزلابية التي تصنعها كبيرا جدا، وتبدع هي أيضا في صناعتها بطريقة متميزة ولكل عائلة وصفاتها وأسرارها الخاصة في صناعة هذه الحلوى، ونفس الشيء بالنسبة للشاربات التي نجد العديد من العائلات البليدية من مدينة بوفاريك تبدع في صناعتها بأذواق متنوعة، ولكل عائلة سرها الخاص في صناعتها وهو المشروب الذي يعرف إقبالا كبيرا خلال هذا الشهر الكريم، لتبقى زلابية بوفاريك وشاربات البليدة عروس مائدة سكان الولاية التي لا يمكنهم الاستغناء عنها في شهر رمضان.