مواطنون يطالبون بتحسين أوضاعهم الاجتماعية احتجاجات متفرّقة ببجايةوالمدية وبومرداس شهدت بعض بلديات القطر الوطني في اليومين الماضيين العديد من الاحتجاجات السلمية التي نظّمها مواطنون للمطالبة بتحسين أوضاعهم الاجتماعية، وكانت أبرز هذه الاحتجاجات بولايات بجايةوالمدية وبومرداس، حيث قام المواطنون هنا وهناك بالتعبير عن غضبهم إزاء أوضاعهم بطريقتهم الخاصّة، مطالبين السلطات المحلّية بالتحرّك في أقرب وقت لحلّ مشاكلهم المتراكمة· ولم تخرج هذه الاحتجاجات المتفرّقة عن طابعها السلمي، حيث عبّر المحتجون عن غضبهم واستيائهم الشديد إزاء أوضاعهم ومسؤوليهم المحلّيين بطريقة حضارية، وكان غلق مقرّات بعض الهيئات الإدارية، وفي مقدّمتها مقرّي البلدية والدائرة القاسم المشترك بين هذه الاحتجاجات· وفي هذا السياق، قام سكان قرية تاعساست ببلدية خرّاطة، في بجاية، صبيحة أمس بغلق مقرّ بلدية خرّاطة احتجاجا على ما أسموه بالحياة المزرية التي يعيشونها منذ سنوات طويلية· بعد التحاق المنتخبين المحلّيين بأماكن عملهم وجدوا مقرّ البلدية مغلقا من طرف مجموعة من مواطني هذه القرية الواقعة 17 كلم شرق عاصمة البلدية· وعليه شرع هؤلاء في التحاور مع المحتجّين الذين رضوا في الوهلة الأولى مع نوّاب المجلس البلدية إلى غاية وصول رئيس البلدية· فرغم أن أحد أعضاء المجلس البلدي حاول إقناع بعض المحتجّين بفتح مقرّ البلدية من أجل الجلوس إلى طاولة الحوار ومباشرة الحديث عن جلّ المشاكل التي يعيشها سكان قرية تاعساست، إلاّ أن هؤلاء المحتجّين لم يقتنعوا بهذا التمثيل للسلطات المحلّية وأصرّوا على قدوم الوالي باعتباره المسؤول الأوّل في الولاية " وله صلاحية اتخاذ القرارات وليس عضو في البلدية، حسب ما ردّده المحتجّون· وانتقد هؤلاء مصالح البلدية والدائرة التي كانت قد وعدتهم بتسوية مشالكهم المتعلّقة بإنجاز لهم طريقا لائقا مع تزويدهم بماء الشروب، وكذا النّظر في تسوية مشاكل أخرى لها صلة بحياة المواطنين، إلاّ أنه حسب ممثّل هؤلاء السكان لم يتلقّوا أيّ إجابة من طرف السلطات المحلّية والولائية رغم التقارير والشكاوَى المتكرّرة التي بعثوها إلى المسؤولين المعنيين· واعتبر سكان قرية تاعساست أنفسهم ضحايا حفرة الإدارة التي تعمّدت تهميش أكثر من 1000 عائلة منذ أكثر من 15 سنة، وذكروا أنهم ما زالوا يعتمدون على (الحمير) للعبور من طريقهم الوحيد المتدهور وجلب الماء على بعد 5 كلم وجلب هذه المادة الحيوية وحملها بواسطة عربات على مسافة 20 كلم· هذا، ويحكى أن أطفال هذه المنطقة بعيشون مشكلا آخر يتعلّق بالانقطاع عن الدراسة أو التسرّب المدرسي الذي يطال 15 طفلا سنويا، حسب ما صرّح به لنا الأولياء بسبب بعد المدارس وخطورة الطرق المتدهور والمنعدم تماما· وفي المدية أقدم صبيحة أمس الأحد العشرات من سكان قرية عين أحمد التابعة لعين بوسيف، على غلق مقرّ دائرة عين بوسيف، كما قاموا بمنع الموظّفين بها من الدخول إليها، مطالبين السلطات المعنية بتهيئة الطريق الذي يربطهم بمقرّ البلدية لفكّ العزلة الخانقة التي يعيشونها منذ الاستقلال حسب مصادر موثوقة ل (أخباراليوم)، وذلك على طول مسافة تقدّر بنحو 4.5 كلم· وحسب المحتجّين فإن الطريق غير صالح تماما لعبور مختلف العربات حتى ذات الدّفع الرباعي، إضافة إلى مشكل نقص مياه الشرب الذي أصبح ينغّص حياتهم اليومية، وحسبهم فإنه يصل حنفياتهم معكّرا وغير صاف، وأنه من غير الممكن استهلاكه إلاّ بعد تركه لفترة من الزمن، كما طالبوا في سياق مطالبهم السلطات المحلّية بإنجاز قاعة للعلاج بالمنطقة التي يتجاوز عدد سكّانها حسب مصدر محلّي 1000 نسمة· وللإشارة، فقد تزامن هذا الاحتجاج في ظلّ غياب رئيس الدائرة بسبب عطلته السنوية، والذي ينوب عنه رئيس دائرة شلاّلة العذاورة أ· ماسينيسا/ ع· عليلات