من المقرر أن يتوجه الموفد الدولي الجديد إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي إلى دمشق في الأسابيع المقبلة وفق ما أعلن المتحدث باسمه، وقال المتحدث احمد فوزي بعد اجتماع أول غير رسمي بين الإبراهيمي وسفراء الدول ال 15 الأعضاء في مجلس الأمن الدولي إن المبعوث الدولي عازم على التوجه إلى سوريا، مشيرا إلى أن هذه الزيارة قد تتم قبل الدورة المقبلة للجمعية العامة للأمم المتحدة التي تبدأ في 24 سبتمبر الجاري. وقبل ذلك سيتوجه الإبراهيمي الذي سيتسلم منصبه رسميا اليوم السبت إلى القاهرة حيث سيلتقي الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي. كما سيجتمع الأسبوع المقبل بسلفه كوفي عنان. وأوضح المتحدث أن الإبراهيمي استمع خلال لقائه السفراء إلى وجهات نظر الدول ال 15 الأعضاء في مجلس الأمن حول كيفية التعامل مع ملف الأزمة السورية. ولفت المتحدث النظر إلى أن الإبراهيمي يرى أنه يستطيع الاستفادة من خطة السلام التي أعدها عنان ولم تجد طريقها إلى التطبيق. وسيكون الإبراهيمي حاضرا في الاجتماع إلى جانب المفوض الأعلى لشؤون اللاجئين انطونيو غوتيريز. إلى ذلك، أعلنت الرئاسة الفرنسية في بيان أن الرئيس المصري محمد مرسي، على غرار نظيره الفرنسي فرنسوا هولاند، اعتبر أن (أي حل سياسي لن يكون ممكناً من دون تنحي الرئيس بشار الأسد). وقالت الرئاسة الفرنسية إنه خلال اتصال هاتفي (ناقش الرئيسان خصوصاً الوضع في سوريا ولاحظا أن أي حل سياسي لن يكون ممكناً من دون تنحيه). وخلال الاتصال، ذكر هولاند ب(التزامه تقديم دعم فاعل للمعارضة السورية، بما في ذلك المساعدة الميدانية). وأمل مجدداً بأن (تشكل في الوقت المناسب حكومة مؤقتة، جامعة وذات صفة تمثيلية بحيث تتمتع سوريا الجديدة بسلطات شرعية). بدوره، جدد نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد رفض دمشق للمطالب بتنحي الرئيس السوري، مشدداً على أن مستقبل سوريا (يجب أن يقرره السوريون بأنفسهم). وقال المقداد في تصريح لقناة (روسيا اليوم): إنه على المطالبين باستقالة الرئيس السوري أن (يقدموا استقالاتهم لأنهم يدعمون الإرهاب)، على حد وصفه. واعتبر أن (شعب سوريا متمسك بالرئيس ولا يمكن ألا يكون إلا جزءاً من الحل وليس من المشكلة). وأضاف: (نريد أن يكون هناك حوار وطني، والجلوس إلى طاولة مستديرة بعيداً عن السلاح والإرهاب). أعضاء بالمجلس الوطني ومعارضون: "مهمة الإبراهيمي فاشلة" توقع معارضون سوريون وأعضاء في المجلس الوطني فشل مهمة الأخضر الإبراهيمي في تسوية الأزمة السورية، وقالوا إنها فرصة جديدة لمزيد من التصفية الجسدية للشعب. وقال عضو الأمانة العامة في المجلس الوطني السوري جبر الشوفي (لا أتوقع نجاح مهمته، مشيرًا إلى أن كل عوامل الفشل متوفرة، حيث إن مهمة الأخضر الإبراهيمى معاودة جديدة لإنتاج محاولات سبقه عنان وانتهت بالفشل كما توقعنا رغم تفاؤل الجميع. ويرى الشوفي أن البديل موجود في الميدان بمعنى أن الجيش الحر والثوار في الداخل هما مَن سيحسمان مصير الأسد، لافتًا إلى أن الحلول الدبلوماسية مضى زمنها في ظل حالة التصفية الجسدية للشعب السوري يوميًّا، فهل يعقل أن يكون هناك تحاور في ظل هذه الأجواء؟! هذا كلام (تنظيري) لا ينظر إلى الوضع نظرة موضوعية، حيث إن هناك مسؤولية أخلاقية بجانب المهنية، إذًا الحل السياسي وصل إلى طريق مسدود بسبب البنية الإجرامية للنظام، ولا أتوقع بحال نجاح مهمة الإبراهيمي، بل استحالة التوصل إلى حوار جدّي ما دام أركان النظام في الحكم، ولا أستغرب أن أقول إن الجميع على يقين أن مهمة الإبراهيمي فاشلة، بل فشلت قبل أن تبدأ). وأضاف الشوفي إن منح الإبراهيمي مهمة التفاوض لن تؤدي إلاّ إلى إطالة وجود النظام السوري، وإتاحة الفرصة لمزيد من القتل والتنكيل وهدم المنازل والتشريد وتهجير الآلاف والمزيد من المعاناة الإنسانية للشعب السوري. وطالب جبر بالتراجع عن القرار الخاص بالإبراهيمي، حيث إن النظام السوري اعتبرها طوق نجاة جديد يمنحه له المجتمع الدولي، حيث سيحاول أن يعيد لعبته من خلال استغلال الوقت لتعطيل تنفيذه على أرض الواقع. من جهته، قال المعارض السوري هيثم المالح (إن فشل مهمة الإبراهيمي واضحة للعيان على أرض الواقع دون غموض، مؤكدًا أن الأخضر لا يعلم شيئًا عن سوريا، وأضاف المالح (كنتُ أتمنى من الجامعة العربية أن تعلن للعالم حقيقة ما يحدث في سوريا والوضع فيها بشفافية حتى يعلموا أن الوقت لا يسمح بتعيين مبعوثين جدد بهدف تضييع الوقت والتشتيت، مؤكدًا أن بشار مصمم على مواصلة استخدام آلة القتل ضد الأبرياء). وحول تفاؤل المجتمع الدولي والجامعة العربية بمهمة الإبراهيمي قال المالح (إن الجامعة العربية تتحدث بدبلوماسية أما نحن فنتحدث عن الواقع، الإبراهيمي شخصية سياسية معروفة لها ثقلها الدبلوماسي، ولكن هو الرجل المناسب في المكان غير المناسب، بل هو ذريعة للنظام لاستمرار القتل والمجازر ضد الإنسانية، ولن يستمع أحد إليه كما لم يستمع أحد لعنان، والمجتمع الدولي والجامعة العربية تأخرا كثيرًا).