يعيش سكان حي (الإخوة جنادلي) بالقصبة العليا حالة كارثية بسبب تراكم النّفايات على طول الزقاق الواقع ما بين كلّ حي (أحمد بوزرينة) و(العربي بن مهيدي). ولأن هذا الشارع واقع في مكان منعزل عن الطريق فقد استغلّه بعض السكان وحتى أصحاب المحلاّت والمصانع الصغيرة المجاورة لرمي فضلاتهم الغذائية والصناعية المختلفة، فتراكمت الفضلات التي غابت عن أعين أعوان النّظافة بسبب انعزال الشارع الذي تحوّل إلى مكبّ عامّ للنّفايات فاستحال على المواطنين سلوك هذا الزقاق والمرور به للوصول إلى مختلف الاتجاهات التي يؤدّي إليها. ونتيجة لهذه النّفايات والمفرغة التي غرق فيها الزقاق أصبح قبلة للحيوانات المتشرّدة والمؤذية كالجرذان والكلاب المسعورة، وهذا ما زاد من خطورة الوضع، خاصّة على العائلات التي تقطن بالجوار، والتي تقع نوافذها مباشرة في هذا الزقاق فتأذّت الكثير من الأسر التي تقطن في الطوابق السفلية بدخول هذه الجرذان إلى بيوتها وتخريبها لطعامها، فانتشرت بعض الأمراض الجلدية لدى بعض الأطفال بسبب أنهم أيضا يلعبون في الزقاق وسط القمامات رغم تحذير أهاليهم لهم إلاّ أنهم لم يستطيعوا ربط أطفالهم داخل البيوت. فالمشكل يكمن في السلطات المحلّية وفي مكتب النّظافة الخاص بالمنطقة الذي عليه تأدية واجبه بكلّ أمانة وبصفة يومية مع إلزام السكان وأصحاب المحلاّت بعدم رمي نفاياتهم في الزقاق وإنما في الأماكن التي خصّصتها البلدية لذلك. وللعلم، فإن السكان يشتكون أيضا من تنامي ظاهرة غريبة عن كامل الحي وهي استغلال بعض المنحرفين هذا الزقاق المنعزل عن الأنظار لممارسة أفعالهم المشينة التي باتت تخيف السكان وحتى جلب بعض صديقاتهم، خاصّة المراهقات للالتقاء بهنّ بمعزل عن الأنظار فتحوّل الزقاق إلى مكبّ للنّفايات والانحراف. فهل ستأخذ السلطات المحلّية بعين الاعتبار نداء السكان الذين قاموا بتقديم العديد من الشكاوى إلى السلطات المحلّية إلاّ أن الوضع لا زال كما هو عليه. لهذا، فإن السكان يطالبون بإدراج منطقتهم ضمن برنامج تنظيف شوارع العاصمة الذي شرع في تنفيذه منذ الأسبوع الماضي، فالوضع خطير وينذر بكارثة بيئية تهدّد سكان الحي وحتى أصحاب المحلاّت التجارية الذين خسروا زبائنهم بسبب هذه الوضعية.