كشف رئيس النقابة الوطنية للصيادلة مسعود بلعمري أنه باستطاعة الجزائر تصنيع ما يقارب 20 دواء مضادّا للسرطان إثر عقد الشركة المختلطة الجزائرية-الكويتية لإنتاج الأدوية المضادّة للسرطان، إذ سيتحقّق المشروع في أقلّ من ثلاث سنوات، وهو ما يمثّل نبأ سارّا لعشرات الآلاف من مرضى السرطان بالجزائر التي تحصي 40 ألف إصابة جديدة بمختلف أنواع السرطان سنويا. يأمل مسعود بلعمري الذي نزل أمس الاثنين ضيفا على برنامج (لقاء اليوم) بالقناة الأولى للإذعة الوطنية في تكوين أخصّائيين في الكيمياء الصيدلانية لتحقيق هدف تنمية الصناعة الصيدلانية وتنمية الإنتاج المحلّي ويقترح توجيه وتكوين وتأطير العدد الهائل من المتخرّجين من الجامعات في هذا التخصّص، وأضاف أن المنتجين المحلّيين يلجأون إلى التكوين بإمكانياتهم الخاصّة في الجامعات الأوروبية كصيادلة متخصّصين في الصناعة الصيدلانية، ويشدّد على التكوين الإجباري في إطار الاستثمار والدخول في الشراكة مع الأجنبي لضمان نوعية المنتجات المصنّعة محلّيا. كما أشار رئيس النقابة الوطنية للصيادلة إلى أن الذين ينشطون في ميدان توزيع الدواء 200 موزّع فقط رغم وجود 500 موزّع رسميا، وقال إنه ليس كلّ الموزّعين للدواء مهنيين، حيث لا تهمّهم صحّة المواطن بقدر ما يهمّهم الاستثمار في هذا المجال ونجمت ممارسات سلبية، وفي حالات يتحتّم على الصيدلي التنقّل عبر عدّة موزّعين للحصول على الدواء المطلوب. كما تطرّق ضيف القناة الأولى إلى وجود مشروع لتنظيم المناوبة بالنّسبة للصيدليات وبيع الأدوية المهدّئة وتوزيع الصيادلة يكون حسب توزيع عدد السكان في البلديات في إطار المنظمة العالمية للصحّة، والجزائر تحصي 8600 صيدلية عبر الوطن وهذا العدد ناجم عن وجود رخص غير قانونية. وأكّد بلعمري أن عملية التخلّص من مخزون المواد الصيدلانية المنتهية الصلاحية والمتراكمة منذ مدّة طويلة تمّت من طرف خواص مع مراعاة حماية البيئة. للإشارة، فقد أجمع مختصّون في الصحّة العمومية والصناعة الصيدلانية على أن عددا من الأدوية المضادّة للسرطان الذي سيتمّ في إطار الشركة المختلطة الجزائرية الكويتية التي وقّع عقد إنشائها يوم الأحد بالجزائر، من شأنه تغطية جزء من الاحتياجات الوطنية من هذا النّوع من الأدوية، لا سيّما في ظلّ ارتفاع حالات الإصابة بهذا الداء. وتشير معطيات المعهد الوطني للصحّة العمومية إلى تسجيل ما يقارب 40 ألف حالة سرطان جديدة كلّ سنة بالجزائر بكلّ أنواعه على رأسها سرطان الثدي عند النّساء والرئة عند الرجال. وتفيد المعطيات التي يتوفّر عليها المعهد الوطني للصحّة العمومية بأن عدد حالات السرطان الجديدة المسجّلة عند النّساء تصل إلى 20800 حالة سنويا، في حين تبلغ عند الرجال 18600 حالة سنويا. ويؤكّد مسؤولون في القطاع الصحّي أن الجزائر تبذل مجهودات كبيرة من أجل التكفّل الجيّد بالمصابين وتوفير العلاج المناسب من خلال استيراد أدوية مبتكرة أو إنتاج أخرى محلّيا في إطار شراكة كانت أوّلها تلك التي تمّت بين مجمّع (صيدال) والشركة الكويتية شمال إفريقيا القابضة. وقد شهدت الإصابات بالسرطان خلال السنوات الأخيرة ارتفاعا محسوسا، حيث انتقل من 80 حالة لكلّ 100 ألف ساكن خلال سنة 1993 إلى أكثر من 120 حالة لكلّ 100 ألف ساكن خلال السنوات الأخيرة، مع تسجيل زيادة في معدل الإصابات لدى النّساء أكثر من الرجال. من بين أنواع السرطان الأكثر انتشار لدى الرجال هي سرطان الرئة والمثانة البولية والجهاز الهضمي والقولون والمستقيم والبروستات، أي ما يمثّل نسبة 5ر52 بالمائة من مجموع أنواع السرطان التي تصيب الرجال. وتعتبر النّساء أكثر عرضة للإصابة بثلاثة أنواع من السرطان التي تصيب الجهاز التناسلي (الثدي والمبيض وعنق الرّحم)، تليها الإصابة بسرطان القولون والمستقيم، وتمثّل كلّ هذه الأنواع مجتمعة نسبة 68 بالمائة من مجموع السرطانات التي تصيب النّساء. وتبقى أنواع السرطان الخمسة المتمثّلة في سرطان الثدي والقولون والرئة وعنق الرّحم والبروستاتا -حسب المعهد الوطني للصحّة- من بين الأنواع الأكثر انتشارا في الجزائر عند الجنسين، حيث تمثّل نسبة 50 بالمائة لوحدها وتصيب متوسط السنّ 59 لدى الرجل و51 لدى المرأة. وحسب الخبراء في الصحّة فإن كلّ هذه الأنواع المذكورة يمكن الكشف عنها مبكّرا والوقاية من انتشارها وتخفيض نسبة الوفيات التي تتسبّب فيها، ويرجعون الزيادة المذهلة في عدد الإصابات خلال السنوات الأخيرة إلى تغيير النّمط المعيشي للمجتمع وشيخوخة السكان وعدم مسايرة النّظام الصحّي لهذه التغييرات.