تراجع طوارق مالي عن دعوتهم للانفصال، وقالت كبرى جماعات الطوارق في مالي إنها لم تعد تسعى لإقامة دولة مستقلّة في شمال البلاد. (الحركة الوطنية لتحرير أزواد) كانت قد أعلنت في 6 أفريل الماضي قيام دولة مستقلّة في شمال مالي باسم أزواد بعد أيّام من انقلاب عسكري في العاصمة باماكو التي تقع في الجنوب، لكن إسلاميين على صلة بتنظيم القاعدة هيمنوا بعد ذلك على التمرد وسيطروا على مساحات واسعة من الأرض. وقال إبراهيم آغ الصالح المسؤول في الحركة بعد اجتماع مع الوسيط الإقليمي ورئيس بوركينا فاسو بليز كمباوري في واغادوغو: (نعلن حقّنا في تقرير المصير، لكن ذلك لا يعني الانفصال)، وقال في مؤتمر صحفي: (بالنّسبة للاستقلال هذا هدفنا، لكن الاستقلال لا يعني فقط استقلال الأرض، إنه الحقّ في الحياة والرعاية الصحية والتعليم والدور السياسي وحرّية التعبير). ويشكو الطوارق في مالي منذ سنوات من إهمال الحكومة المركزية في باماكو لهم، وشنّت الحركة الوطنية لتحرير أزواد في يناير 2012 تمرّدًا بدعم من مقاتلين مزوّدين بأسلحة متطورة وكثيفة حصلوا عليها بعد الثورة في ليبيا، وحقّقوا سلسلة انتصارات سريعة وحاسمة على الجيش المالي الذي تهاوى أمام ضرباتهم بسرعة غير متوقّعة تاركا لهم كل مدن الشمال، وقوبل إعلانهم لاستقلال أزواد برفض دولي واسع، ثمّ دبّ الخلاف بينهم وبين الإسلاميين المتحالفين معهم الذين يريدون فرض أحكام الشريعة الإسلامية على المنطقة. وهدّدت حركة (التوحيد والجهاد) المحسوبة على تنظيم القاعدة الدول الغربية وعلى رأسها فرنسا في حال تدخّلهم عسكريا في شمال مالي ب (مصير أمريكا في أفغانستان). وقال أبو الوليد صحراوي، النّاطق الرّسمي باسم الحركة: (الاستعدادات العسكرية التي تجريها هذه الدول لإخراج المنظمات الإسلامية المسلحة من شمال مالي دلالة على نجاح الجماعات الجهادية في استدراج تلك القوات إلى حرب ستخسرها تمامًا، كما خسرتها الجيوش التي تدخلت في أفغانستان والعراق). وكانت فرنسا قد أعلنت أن دورها في الحرب الوشيكة في شمال مالي سيقتصر على الجانب اللوجيستي، مستبعدة أي وجود لجنودها على الأرض وهو الدور الذي تريد أن تضطلع به دول مثل مالي والنيجر وموريتانيا ودول إفريقية أخرى منضوية تحت لواء (مجموعة إيكواس). وبينما لم يستبعد وزير الدفاع الفرنسي جان إيف لودريان أن تقدم بلاده دعمًا بالسلاح للقوة الإفريقية، أجَّل الوزير الفرنسي الحديث حول ما أن كانت بلاده ستقدم طائرات (ميراج) الحربية الفرنسية. وكان مسؤولٌ أمريكي كبير قد صرح بأن الولاياتالمتحدة على استعداد لدعم تدخّل عسكري (جيّد الإعداد) تقوده دول إفريقية في شمال مالي من أجل القضاء على المقاتلين الإسلاميين المشتبه في ارتباطهم بتنظيم القاعدة.