لم تتوصل بعد عائلة محمد بن عمر، من بلدية حمام الضلعة ولاية المسيلة، إلى إيجاد حل لوضعية فلذة كبدها محمد، البالغ من العمر 20 سنة، والذي سقط ضحية التهاون الذي لا يزال منتشرا وبصورة مخيفة في مستشفياتنا عامة كانت أم خاصة. لقد تعرَّض محمد إلى إهمال طبي أودى بفقدان بصره منذ عشر سنوات، وتمَّ إخفاءُ كل الملفات الطبية الخاصة، كما رفض المستشفى تقديم أي وثيقة وأي تقرير عن وضعية هذا اليتيم أو منحه أي تعويض أو حق.. لذا ترفع والدة الطفل اليتيم والكفيف محمد بن عمر، نداء استغاثة للتكفل بابنها ومساعدته في تكاليف العملية بفرنسا لاستعادة نور بصره، الذي تسبب فيه طاقم بلا ضمير مهني ولا وازع ديني -على حد تعبير والدته- التي ومن خلال نبرات صوتها عبرت عن استيائها وتذمرها من الطريقة التي عولج بها ابنها، فضلا عن حرمانها من الحصول على ملف العلاج الخاص به.. ومازاد من تعقيد وضعية العائلة هو وفاة والده عمي أحمد (رحمه الله). للتذكير فإن محمد هو الإبن الوحيد بين خمسة بنات. ومازاد من متاعب والدة هذا الطفل بعدما قامت بإرسال التقرير الطبي الخاص بمحمد إلى إحدى مستشفيات العاصمة الفرنسية باريس وقبول التقرير، بمطالبتها بمبلغ يعادل 75 مليون سنتيم لإجراء الفحوص والعملية الجراحية بمستشفى 15 20 بباريس، لكن لا حول ولا قوة إلا باللّه، فالعائلة فقيرة جدا، والوالد (رحمه الله) لم يترك لهم أي مصدر رزق لأنه كان عاطل عن العمل بسبب المرض الذي أصيب به، وقد توفي منذ ثمانية أشهر تقريبا وترك خمس بنات بدون عمل، أصغرهم الطفل الكفيف محمد الذي تجاوز عمره 20 سنة. وللعلم أيها القراء ليس لديهم كفيل بعد اللّه سوى المحسنين وأهل الخير الذين يتصدقون بأموالهم سبيل اللّه وأجرهم محفوظ بإذن اللّه على مساعدتهم للفقراء. وعلى الرغم من الصدمة جرَّاء الوضعية التي آل إليها محمد، كان والدُه يسعى من خلال الاجتهادات التي قام بها لإرجاع البسمة لابنه من خلال طرق العديد من الأبواب لعل وعسى يجد من يواسيه في محنته هذه، فقام بإرسال رسائل متعددة لكل من يهمه الأمر، من رئيس الجمهورية، وزير الصحة، مجلس أخلاقيات المهنة، ووزير العدل.. لكن؟ يبقى اللغز مبهماً حول مصير تلك الرسائل كلها.. وتتساءل عائلة الضحية محمد، إلى متى تبقى تلك الفئة المعوزة مهمشة وإلى