ذكر بعض شهود العيان أنهم شاهدوا طائرة تحلّق قبل حدوث انفجارات قوية في منشأة عسكرية بالعاصمة السودانية الخرطوم. وقال المركز السوداني للخدمات الصحفية، المعروف بعلاقاته القوية بالسلطات السودانية إن حريقًا وانفجارات وقعت في مصنع اليرموك للذخيرة. وسارعت قوات الجيش السوداني بإغلاق الطرق المؤدّية إلى موقع وصف بأنه مصنع للأسلحة في المنطقة. وقال عبد الرحمن الخضر محافظ ولاية الخرطوم إنه لم يتّضح بعد سبب الحريق الذي اندلع في مصنع للأسلحة بالعاصمة السودانية، لكنه قال إنه (لا شيء يشير إلى أسباب خارجية). وقال الخضر في تصريحات للتلفزيون السوداني إن الانفجار وقع على الأرجح في قاعة للتخزين بمجمّع التصنيع العسكري الضخم. وقالت وكالة السودان للأنباء (سونا): (الحريق شبّ في مجمّع اليرموك الصناعي). ونقلت عن الخضر قوله إنه لا توجد خسائر في الأرواح، وإن بعض الأشخاص نُقلوا إلى المستشفيات بسبب استنشاقهم الدخان الذي نتج عن الحريق. وتحدّث بعض شهود العيان عن أن الانفجار كان قويا إلى درجة تهدم بعض أسطح المنازل في المنطقة. وكان شخصٌ قُتل في انفجار سيّارة في مدينة بورسودان الساحلية بشرق البلاد في شهر ماي الماضي، وقالت الحكومة السودانية حينها إن الانفجار كان مشابهًا لانفجار وقع العام الماضي، وألقت فيه بالمسؤولية على ضربة صاروخية إسرائيلية. من جهة أخرى، قتل متمرّدو الحركة الشعبية 10 سودانيين بينهم طفلان في قصف لمدينة كادقلي عاصمة ولاية (جنوب كردفان) السودانية، في ثاني هجوم من نوعه خلال اكتوبر الجاري. ويأتي هذا القصف قبل يوم واحد من اجتماع لمجلس الأمن والسلم الإفريقي، يفترض أن يراجع خارطة الطريق الإفريقية لحلّ القضايا بين الخرطوم وجوبا وتنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 2046. ّوقال المتحدث باسم الجيش الصوارمي خالد ل (رويترز) إن المتمرّدين قصفوا موقعا تابعا للجيش خارج كادقلي، إلاّ أن بعض القذائف سقطت داخل المدينة. وأضاف الجيش السوداني إن 10 مدنيين بينهم طفلان قتلوا في القصف، وتابع أنه شنّ عملية لتطهير المناطق التي يوجد بها متمرّدون خارج كادقلي قبل بضعة أيّام من دون أن يذكر المزيد من التفاصيل. وقال مسؤول الإعلام في مكتب الأمم المتّحدة للشؤون الإنسانية في الخرطوم دومين رانس ل (فرانس برس): (سمعنا قصفا خارج كادقلي، وعلى إثر ذلك سقطت بعض القذائف داخل مدينة كادقلي). وقال أحد شهود العيان إن (القذائف بدأت تسقط علينا من خارج المدينة في الساعة التاسعة صباحا)، موضّحا أن القصف مركّز على وسط المدينة. وأضاف هذا الشاهد الذي طلب عدم كشف هويته، أن (قذيفة سقطت على منزل عمي واحترق)، من دون أن يتمكّن من إضافة أيّ تفاصيل عن حجم الدمار النّاجم عن القصف، بينما كان يفرّ من المنطقة في سيارته. وأكّد المصدر نفسه أنه رأى أربعة أشخاص مصابين. وقال شاهد عيان طلب عدم كشف هويته أيضا: (سمعت 20 انفجارا ورأيت قذيفة تضرب شركة تعمل في مجال بناء الطرق)، وأضاف أن معظم الأهالي غادروا مركز المدينة. وكشف حزب المؤتمر الوطني الحاكم في السودان أن تجار الحرب يخطّطون لإفشال اتّفاق التعاون المشترك بين دولتي السودان وجنوب السودان، وذلك في إشارة إلى ما تردّد حول محاولة اغتيال فاشلة استهدفت سلفاكير ميارديت رئيس دولة الجنوب مؤخّرا على يد أحد حراسه الشخصيين. وقال الدكتور بدر الدين أحمد إبراهيم مسؤول الإعلام في حزب (المؤتمر الوطني) - وفق صحيفة (آخر لحظة) الصادرة بالخرطوم: (هذه المحاولة لن تؤثّر على اتّفاق التعاون المشترك بين الدولتين، وحمل رافضي الاتّفاق مسئولية القيام بها)، وأضاف: (الاتّفاق تمّ برعاية إقليمية ودولية، وتجّار الحرب يخطّطون لإفشال اتّفاق التعاون وعودة التوتّر بين الشمال والجنوب، ولم يستبعد تكرار السيناريوهات والمحاولات الرّامية لإجهاض الاتّفاق، سواء من قطاع الشمال أو الجهات النّاقمة عليه بالجنوب، وخطوات إنزال الاتّفاق على الأرض تسير بصورة طيّبة).