هاجم أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح في خطاب بثّه التلفزيون المعارضة الكويتية بسبب إقامتها ما وصفه ب (تجمّعات غير قانونية) أدّت إلى أعمال عنف، داعيًا إلى الحوار لحلّ الخلافات حول تعديل قانون الانتخابات. أمير الكويت قال: (إنني على يقين من أنكم جميعًا ترفضون وبشكل قاطع تلك التجمعات غير القانونية وما صاحبها من إصرار غريب على مخالفة القانون وتعريض أمن البلاد واستقرارها للخطر)، وأضاف: (قد شهدنا الحوادث والمظاهر المؤسفة التي شابت هذه التجمّعات الفوضوية، وكلّنا يدرك أن في مثل هذه التجمّعات كثيرًا ما يفلت زمام الأمور فيها بفعل الحماس والانفعال وتسهل فيها إثارة الفتن والفوضى، وهو ما يبرّر دعوة الكثير من المخلصين إلى إيقافها). وفي تلميح إلى ثلاث تظاهرات احتجاجية ضخمة نظمتها المعارضة خلال الأسبوعين الماضيين، تساءل أمير الكويت: (ماذا كان يضير منظمي تلك التجمّعات في طلب ترخيص رسمي وفق القانون؟). جاءت انتقادات الشيخ الصباح بعدما أعلنت المعارضة نيّتها تنظيم تظاهرة حاشدة جديدة على الرغم من القوة التي واجهت بها الشرطة الاحتجاجات السابقة، والتي أدّت إلى إصابة نحو 150 متظاهر و24 من رجال الشرطة. وترفض المعارضة التي تضمّ إسلاميين وقوميين وليبراليين، تعديل نظام الانتخاب الذي أمر به أمير الكويت الشهر الماضي، فضلاً عن الدعوة لانتخابات جديدة في الأول من ديسمبر. وقرّرت جميع أطياف المعارضة مقاطعة الانتخابات في ظلّ التعديل الجديد الذي يرى المعارضون أنه يهدف إلى المجيء ببرلمان موال للحكومة. وحذّر الأمير في خطابه المعارضة من أنها لن تحقّق أهدافها من خلال التهديدات والتحدّيات، وقال: (استخدام لغة التهديد والتخوين والتحدِّي لا يمكن أن يكون سبيلاً لتحقيق المطالب السياسية)، وأضاف: (لا بديل عن الحوار الأخوي البنَّاء في ظلّ مناخ عامر بالنوايا الحسنة والهدوء والتوافق للتوصّل إلى أفضل الحلول). وأردف الشيخ الصباح إن العديد من دول مجلس التعاون الخليجي اتّصلت به (وأكّدت تضامنها الكامل مع الكويت واستعدادها لتقديم كلّ الإمكانات للحفاظ على أمنها واستقرارها). وكانت شرطة مكافحة الشغب قد استخدمت الغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية لتفريق آلاف المتظاهرين من المعارضة ليلة الاثنين الماضي. وذكرت مصادر طبّية أن 18 متظاهرًا وثمانية من رجال الشرطة أصيبوا بجروح طفيفة.