كان يحلم بمستقبل أفضل وبحياة أجمل لكن صواريخ العبث الصهيونية الحاقدة لم تتركه وشأنه، لتخترق حاجز براءته وتدمّر كلّ ما يمكن تدميره، لقد كان في أيّام العدوان الأخيرة تنتابه هواجس الخوف من كيان لا يرحم ومن بطش لا يعرف سوى لغة الموت والخراب، وقد أضحت تلك الهواجس واقعا يعانيه.. إنه الطفل (محمد أبو زور) صاحب ال 10 أعوام. نام (محمد) على فرشته المتواضعة في سبات عميق، لكن غربان السماء أبت أن يدخل الهناء والسكون إلى صدره الصغير فقصفت بعدد من صواريخ الاستطلاع بيت جيرانهم الملاصق لهم لتتبعها بعدد من صواريخ الطائرات الحربية التي دمّرت المكان عن بكرة أبيه حتى بات يعرف في غزّة ب (المنطقة المنكوبة). وصحت العائلة على كابوس -كان متوقّعا- لتصاب الأمّ بالعديد من الشظايا في مختلف أنحاء جسدها وبشظية في عينيها، وتصاب الأخت ببتر في رجلها والأخ بعدد من الشظايا البالغة في جسده، أمّا (محمد) وزوجة أخيه فقذفا من شدّة الصاروخ وقوة صوته إلى خارج المنزل ليسقطا من الطابق الثاني صوب الأرض، ما نتج عنه استشهاد زوجة أخيه وإصابته إصابات بالغة. الدكتور أحمد المغربي المشرف على حالته الصحّية أكّد أن (محمد) يعاني من عدد من الشظايا في جسده وإصابة بالغة في رأسه أدّت إلى تهشّم جمجمته ووجود قطع عظمية من الجمجمة متهتكة ومفقودة بعرض 5 سم في 7 سم. وقال المغربي: (محمد يعاني من ارتجاج عامّ في الجسد، كما يعاني من تعب نفسي كبير ونوعا ما بدأت حالته تستقرّ وسيخضع قريبا لعدد من العمليات التجميلية في الجمجمة وفروة الرّأس)، وأضاف: (إضافة إلى كلّ ذلك هو يعاني من ارتجاج دماغي وإرهاق وتعب عامّ في كافّة أنحاء جسده). لقد سقط (محمد) من الطابق الثاني نتيجة القصف الغادر على منزلهم ليكتب في موسوعة الكرامة أنه (فيليكس) العدوان الإسرائيلي، ليرتفع بذلك رصيد القادة الصهاينة بقدرتهم على قتل البراءة وهتك الطفولة وأحلامها، لكن ذلك لم يمنع (محمد) من القول لخالته: (اللّه معنا).